أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا
بعد إقرار البرلمان البريطاني وبشكل نهائي مطلع هذا الأسبوع على قانون ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، فإنه حاليا توجد أعداد كبيرة تنتظر الرد الأولى على طلب اللجوء.
وبحسب الداخلية البريطانية، فإن 138 ألف طالب لجوء ينتظرون الرد الأولي على طلباتهم على مستوى المملكة المتحدة، حيث يعاني نظام اللجوء فيها من ضغوط منذ سنوات.
فيما تعمل تعمل حكومة المحافظين على زيادة الإجراءات لمحاولة الحد من وفود المهاجرين غير الشرعيين خصوصا عبر المانش.
والقانون الذي أثار موجة من الانتقادات على مستوى البلاد وأوروبا من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، فضلا عن استنكار الامم المتحدة، سيدخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز المقبل.
وينص القانون على حظر تقديم طلبات اللجوء للمهاجرين الواصلين بشكل غير نظامي إلى الأراضي البريطانية.
ويأتي القانون الذي تم التصويت عليه في البرلمان ليلة الاثنين إلى الثلاثاء 23 أبريل/نيسان الجاري ليكمل ذلك القانون بإتاحة طرد المهاجرين إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلدان ثالثة آمنة مثل رواندا.
وكانت المملكة المتحدة سجلت خلال العام الماضي،67337 طلب لجوء، تخص أكثر من 84000 شخص (قد يتعلق الطلب الواحد بعدة أشخاص في الوقت نفسه).
وبين يوليو/تموز 2022 ويونيو/حزيران 2023، كان 41% من الطلبات لمهاجرين وصلوا عبور بحر المانش على متن قوارب صغيرة قادمين من شمال فرنسا.
انتقادات واسعة لبريطانيا بشأن “قانون رواندا”
وبعد تبني القانون المثير للجدل الذي يتيح للحكومة البريطانية إرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، انتقدت منظمات وجمعيات حقوقية بشدة الحكومة البريطانية.
كما دعت الأمم المتحدة بريطانيا إلى إعادة النظر في خطّتها التي من شأنها أن تهدّد سيادة القانون وتشكّل “سابقة خطيرة في العالم”.
وقالت مفوضية اللاجئين، في بيان إن القانون يحمل “مخاطر شديدة على سلامة اللاجئين”.
وإلى جانب نظام اللجوء التقليدي، أنشأت المملكة المتحدة أنظمة مخصصة لاستيعاب بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية، على سبيل المثال من أفغانستان أو أوكرانيا.
الأفغان يتقدمون على مواطني الشرق الأوسط
ورغم أنه خلال فترة طويلة كان معظم طالبي اللجوء، من الشرق الأوسط لا سيما سوريا وإيران، لكن أصبحت آسيا في عام 2023 أول منطقة منشأ وأفغانستان أول بلد منشأ، ينطلق منه مهاجرون باتجاه المملكة المتحدة، وتأتي بعد ذلك إيران وباكستان والهند وبنغلاديش على التوالي.
وبحسب الداخلية البريطانية، فإنه بالنسبة لعدد سكانها فقد تلقت المملكة المتحدة 13 طلب لجوء لكل 10 آلاف نسمة في عام 2022، لتحتل المرتبة 18 في أوروبا، متخلفة عن دول مثل قبرص أو النمسا أو لوكسمبورغ وحتى ألمانيا (المرتبة 9) أو إسبانيا (12) أو فرنسا (13).
وهكذا، بين عامي 2021 و2023، تم الترحيب بـ 25 ألف أفغاني- على سبيل المثال – في المملكة المتحدة، بسبب انسحاب القوات البريطانية من البلاد، وكذلك نحو 200 ألف أوكراني منذ عام 2022 وبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
اقرأ أيضا: البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل مهاجرين إلى رواندا.. ومنظمات حقوقية تنتقد
وعلى مدى الاثني عشر شهرا المنتهية في يونيو/حزيران 2023، شكل طالبو اللجوء واللاجئون حوالي 16% من الأشخاص الذين هاجروا إلى المملكة المتحدة خلال هذه الفترة.
وخلال العام الماضي، تلقت 33% من الطلبات التي تمت معالجتها استجابة سلبية بعد المراجعة الأولى، مع تمكن المتأثرين استئناف القرار.
حينها علق مجلس اللاجئين بالقول “لم تنجح وزارة الداخلية في شرح أسباب رفض آلاف الأشخاص (أحيانا بسبب أخطاء إدارية مثل عناوين غير صحيحة)”.
كما أثار النائب العمالي، آنذاك، ستيفن كينوك المعارض لسياسات الحكومة “كذبة رئيس الوزراء الوقحة”، و”تزوير” الأرقام.