أخبار العرب في أوروبا- إسبانيا
أظهرت دراسة استقصائية حديثة، أن أكثر من 50% من السكان في إسبانيا غير راضين عن وضعهم الاقتصادي واضطروا إلى خفض نفقاتهم على الموارد الأساسية، مثل الكهرباء والتدفئة، الماء أو الطعام وحتى الصحة.
ووفقا للدراسة التي أجرتها منظمة “أوكسفام إنتيرمون” غير الحكومية ونشرت نتائجها، أمس السبت، صحيفة “20 مينوتوس” الإسبانية، فقد حدثت هذه التخفيضات بكثافة أكبر لدى النساء (بفارق يزيد عن عشر نقاط مقارنة بالرجال).
وأشارت إلى أن من بين الأشخاص ذوي المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، ارتفعت التخفيضات إلى عشر نقاط فوق متوسط السكان.
ووفقا للصحيفة، فإن الدراسة الاستقصائية الأخيرة أظهرت أن أكثر من 40% من السكان تخلوا عن بعض الإنفاق على الصحة لأنهم لا يستطيعون تحمله.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا تعد حاليا خامس أكثر الدول التي تعاني من عدم المساواة في أوروبا من بين الدول الـ 26 التي تتوفر عنها معلومات.
وتؤكد الدراسة أنه في العام الماضي 2023، اضطر أكثر من نصف سكان إسبانيا إلى إجراء تخفيضات كبيرة في سلة التسوق والملابس والأحذية والترفيه.
وتقول المنظمة إن 40% اضطروا إلى شراء كميات أقل من اللحوم أو الأسماك، وأنهم لا يستطيعون الذهاب في إجازة حتى لمدة أسبوع واحد في العام الواحد، وبالمثل هي النسبة (38.2%) ممن يدعون أنهم لا يستطيعون تحمل نفقات غير متوقعة تتجاوز 600 يورو.
خفض الانفاق في الصحة
وتشير الدراسة إلى أنه خلال العام الماضي، تخلى أكثر من 40% من السكان عن بعض النفقات الصحية لأنهم لا يستطيعون تحملها.
ومن بين الأشخاص الذين لا يستطيعون تغطية نفقاتهم، يقترب الرقم من 70%. وتعلق المنظمة غير الحكومية قائلة: الأمر الأكثر شيوعا هو التخلي عن الذهاب إلى طبيب الأسنان والحصول على الأطراف الصناعية أو النظارات أو أجهزة السمع، وعدم الذهاب إلى العلاج الطبيعي أو إعادة التأهيل وعدم تلقي العلاج النفسي.
ونظرا لهذه التفاوتات، يُظهر التقرير أن أكثر من 70% من السكان الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الحكومة المركزية والاتحاد الأوروبي والمجتمعات المتمتعة بالحكم الذاتي ومجالس المدن، بهذا الترتيب، يمكنها العمل على تقليص الفجوات.
في هذا السياق، قال”فرانك كورتادا” مدير منظمة أوكسفام إنترمون، لصحيفة “بوبليكو” الإسبانية، إن عدم المساواة يتجاوز الإحصائيات ويتحدث عن مخاوف ومعاناة آلاف الأسر التي لا تلبي احتياجاتها، وعن النضال اليومي لملايين الأشخاص من أجل الصحة والفرص.
وتضمن الاستبيان الذي طرحته المنظمة غير الحكومية على المشاركين أسئلة حول ظروفهم المعيشية (الدخل، وحالة العمل، والإسكان، وتأثير التضخم في السنوات الأخيرة)، وإمكانية حصولهم على الخدمات والحماية العامة (الصحة، والتعليم، والمزايا، ومستوى حياتهم).
كذلك، رفاههم الجسدي والعقلي، وثقتهم في المؤسسات والجهات الفاعلة السياسية والتدابير التي يعتبرونها أكثر فعالية لمكافحة عدم المساواة.
التضخم يستمر في الارتفاع
وكانت بيانات رسمية صدرت في وقت سابق هذا الشهر عن مكتب الإحصاء الإسباني، أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في البلاد على أساس سنوي بمقدرا 3.2% في مارس/آذار الماضي.
وجاءت هذه البيانات متوافقة مع تقديرات أولية نشرت في مارس/آذار عقب ارتفاع بواقع 2.8 % في فبراير/شباط السابق عليه.
اقرأ أيضا: ارتفاع أسعار القهوة تثير غضب مستهلكيها في إسبانيا وإيطاليا
وباستبعاد أسعار الغذاء والطاقة، تراجع معدل التضخم إلى 3.3% من 3.5% قبل شهر، متماشيًا مع التقديرات.
وزادت تكاليف الإسكان بمعدل سريع نسبته 4.2% على أساس سنوي في مارس/آذار، مقابل زيادة بواقع 2.7% في فبراير/شباط، مدفوعة بزيادة تكاليف الكهرباء.
كما قفز معدل التضخم، استنادا إلى المؤشر المنسق لأسعار المستهلك، إلى 3.3% على أساس سنوي في مارس/آذار من 2.9% قبل شهر.