أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا
نفذت السلطات البريطانية أول عملية ترحيل لطالب لجوء إلى رواندا، ضمن برنامج الترحيل الطوعي لمهاجرين رفضت طلبات لجوء تقدموا بها.
وهذا البرنامج أحد بنود القانون المُزمع تنفيذه بحلول يوليو/تموز المقبل، والذي ينص على الترحيل القسري لطالبي لجوء إلى رواندا في شرقي أفريقيا.
وكانت الحكومة البريطانية أقرت رسميا قانونا مثيرا للجدل يتيح لها أن ترحل إلى رواندا مهاجرين دخلوا البلاد بصورة غير نظامية.
واليوم الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن لندن رحلت أمس الأول الإثنين، طالب لجوء إلى رواندا في أول عملية من نوعها، وذلك في إطار برنامج للترحيل الطوعي لمهاجرين رفضت طلبات لجوء تقدموا بها.
بحسب المصادر، فإن الرجل الذي غادر الاثنين بريطانيا كان قد وافق على المغادرة إلى كيجالي عاصمة رواندا، بعدما تم رفض طلب اللجوء الذي تقدم به.
وكان رئيس الوزراء البريطاني “ريشي سوناك” قال إنه سيتم تطبيق هذه السياسة في القريب، إذ ستقلع الطائرات التي ستحمل طالبي اللجوء إلى رواندا بحلول شهر يوليو/تموز المقبل، حسب قوله.
وتنص الاتفاقية بين بريطانيا ورواندا، والتي تمتد لخمسة أعوام على أنه يمكن للمهاجرين البقاء في رواندا إذا ما وافقت السلطات على طلباتهم للجوء هناك.
أما في حال الرفض، فإن المهاجرين يمكنهم التقدم بطلبات لجوء إلى رواندا على خلفية مختلفة أو اللجوء إلى بلدان أخرى، لكن لن يسمح لطالبي اللجوء الذين تم ترحيلهم إلى رواندا بالعودة إلى بريطانيا.
ووفقا لوزراء في الحكومة البريطانية، فإن هذه الخطة ستعمل على “ردع” المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة عبر بحر المانش.
وكان من المفترض أن تغادر أول طائرة تحمل طالبي اللجوء إلى رواندا في يونيو/حزيران 2022، لكن تم إلغاء الرحلة بسبب تدخل مجلس حقوق الإنسان الأوروبي.
وكانت المحكمة العليا في بريطانيا، قضت بالإجماع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على عدم قانونية خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
حينها شددت المحكمة على أن هذه الاتفاقية تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى بلدانهم حيث قد يواجهون مخاطر، وهو ما يخالف الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تجرم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية.
كذلك أعرب البعض عن قلقهم حيال سجل حقوق الإنسان في رواندا، واستشهدت المحكمة العليا في حكمها بأدلة تم تداولها في جلسة لمحكمة بريطانية تشير إلى أن السلطات في رواندا حرضت على قتل معارضين للحكومة.
اقرأ أيضا: الداخلية البريطانية: الآلاف من طالبي اللجوء المزمع ترحيلهم إلى رواندا “مفقودين”
لكن بعد قرار المحكمة العليا ببطلان خطط الحكومة البريطانية الخاصة بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، نشرت الحكومة معاهدة جديدة مع رواندا والتي تنص على توفير “احتياطات أمان إضافية” وأقرت قانونا يعتبر رواندا “بلدا آمنا لطالبي اللجوء”.
وسبق أن أعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومقرها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، رفضها القانون لانه” ينتهك حقوق الإنسان”.
كما اعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير/كانون الثاني الماضي، إن مشروع القانون مع النسخة الأخيرة من المسودة “غير متوافقة” مع القانون الدولي.