أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
أعلنت ولاية “شليسفيش هولشتاين”في شمال ألمانيا، قبل أيام، إطلاق مشروع تجريبي لدمج طالبي اللجوء الجدد من السوريين والأفغان في سوق العمل.
وبحسب سلطات الولاية، فإن البرنامج سيكون من خلال التعامل معهم كعمال مهرة محتملين منذ اليوم الأول لدخولهم، مؤكدة بأن وكالة التوظيف ووزارة الاندماج ترغب في حصول اللاجئين على عمل بشكل سريع.
في هذا السياق، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والاندماج بالولاية أميناتا توريه من (حزب الخضر) إن “المفهوم الجديد لدمج اللاجئين في سوق العمل مباشرة بعد وصولهم سيغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى إدخالهم في سوق العمل بولاية شليسفيغ هولشتاين”.
وأضافت الوزيرة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس الأول الأثنين :”سيجري في المستقبل التعامل مع الأشخاص الذين لديهم احتمالات قوية للبقاء، كعمال مهرة محتملين منذ اليوم الأول”.
وشددت بالقول:”بصفتي وزيرة للشؤون الاجتماعية، فمن المهم جدا بالنسبة لي التركيز على المهن الاجتماعية والرعاية”.
استباق تقاعد 120 ألف موظف ألماني
وتسعى الولاية بالتعاون مع وكالة التوظيف لإعادة توزيع اللاجئين بسرعة على المقاطعات والمدن المستقلة، بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل بمجرد وصولهم والتحقق من وضعهم كلاجئين.
يقول “ماركوس بيرشر” رئيس المديرية الإقليمية الشمالية، إن “أكثر من 120 ألف موظفا من أصل مليون و65 ألفا من العاملين في الشركات بولاية شليسفيش هولشتاين سوف يتقاعدون في السنوات السبع المقبلة، وبالتالي من الصعب بالفعل العثور على العمالة المتحمسة والعمال المهرة في جميع القطاعات”.
كما تسعى سلطات الولاية البالغ عدد سكانها قرابة 3 ملايين نسمة، إلى تسجيل المهارات المهنية الحالية بسرعة من أجل تقصير عملية الاندماج حتى بدء التوظيف.
ويقول بييرشر في هذا الصدد: “نحن نشير إلى الأشخاص الذين يصلون إلى شليسفيغ-هولشتاين بأننا نريد العمل معا لتطوير آفاق العمل وتقديم مساعدة ملموسة لهم”.
وتأمل الوزيرة “توريه” أن يكون هناك أشخاص حريصون بشكل خاص على المهن الاجتماعية.
مخصص للسوريين والأفغان
وأكدت بالقول: “لهذا السبب سهلنا دخول الخريجين الأجانب إلى مراكز الرعاية النهارية، حيث أطلقنا المشروع التجريبي في مراكز استقبال اللاجئين في 22 أبريل/نيسان (الماضي) ويقوم خمسة موظفين من مكتب الدولة للهجرة واللاجئين بتسجيل مهارات اللاجئين ذات الصلة بسوق العمل في الموقع”.
ووفقا للوزيرة الألمانية فإنه”لا توجد تكاليف إضافية على ميزانية الدولة، وسوف يستمر المشروع مبدئيا حتى نهاية يونيو/ حزيران 2025″.
وأوضحت أنه للمشاركة في المشروع التجريبي “يجب أن يكون لديك احتمالات ثابتة للبقاء، وأن تكون قادما من سوريا أو أفغانستان، وأن يتراوح عمرك بين 18 و63 عاما، وأن تكون قادرا على العمل بشكل عام”.
وزير العمل يرحب
وأعرب وزير العمل الاتحادي في ألمانيا “هوبيرتوس هايل” عن ترحيبه لهذا المشروع الذي يعمل لإدخال أكبر عدد من اللاجئين السوريين والأفغان الجدد في سوق العمل الألماني.
اقرأ أيضا: السوريون يتصدرون قائمة المجنسين في 3 ولايات ألمانية
إضافة لوزير العمل وهو من “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، فإن نظيره في ولاية شمال الراين كارل جوزيف لومان من “حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي”، أعرب هو هو الآ خر عن تأييده لإجراء تغييرات تشريعية لتسهيل الاعتراف بالمؤهلات المهنية الأجنبية..
وقال الوزير الاتحادي هايل خلال زيارته أمس الأول الأثنين، إلى مركز للرعاية النهارية في مدينة نويس بولاية شمال الراين: “هناك أشخاصا يأتون من دول أخرى لديهم مؤهلات مهنية ومدربون بشكل جيد في بلدانهم، لكن الاعتراف المهني بطيء للغاية في ألمانيا”.
وتابع: “نظرا للنقص في العمالة الماهرة، فمن المهم بالنسبة لألمانيا إدماج هؤلاء الأشخاص وإدخالهم في العمل بسرعة أكبر”.
وشدد على أن”هذا الموضوع سيُطرح للنقاش في مؤتمر رؤساء وزراء الولايات مع المستشار الاتحادي أولاف شولتز في حزيران المقبل”، مؤكدا على ضرورة “الابتعاد عن مجرد تقييم المؤهلات الرسمية، وهدم العقبات البيروقراطية”.
كما طالب وزير العمل بـ”ألا تكون التوقعات المتعلقة بالمهارات اللغوية مرتفعة للغاية”، لافتا إلى أن “أولئك الذين أكملوا دورة اللغة الألمانية يجب أن يتم إلحاقهم بالعمل فوراً مع إتاحة الفرص للترقية، بدلا من ملاحقة الناس من خلال مزيد من الدورات التدريبية”.