أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
شهد المؤتمر الاتحادي الذي عقده “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، أمس الثلاثاء في برلين، نقاشات مثيرة للجدل بشأن دعوة الحزب إلى سياسة لجوء أكثر صرامة وتبنيه خططا لترحيل طالبي اللجوء إلى دولة ثالثة.
الخبير في السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي “نوربرت روتغين” انتقد اللائحة المتعلقة بالاستعانة بمصادر خارجية في إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة المنصوص عليها في مسودة برنامج الحزب الجديد. ووصفها بأنها غير إنسانية ودعا إلى إضعافها. وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
علما أن المسودة تنص على إسناد إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة خارج الاتحاد الأوروبي، واستيعاب طالبي اللجوء في هذه الدول الثالثة حتى لو قُبلت طلبات لجوئهم.
ويبدو أن الحزب يحاول تجربة “نموذج رواندا” المثير للجدل الذي تسعى حكومة المملكة المتحدة إلى تطبيقه، وسط انتقادات مستمرة من قبل منظمات حقوقية وإنسانية بريطانية ودولية.
وانتقد “روتغين” هذا البند من مسودة برنامج الحزب، داعيا إلى السماح لطالبي اللجوء المعترف بهم بالعودة إلى الاتحاد الأوروبي والعيش هناك، مشددا على أن “مصداقية ألمانيا تضعف إذا قلنا إنهم لن يحصلوا على أي حماية في ألمانيا”.
وقال “روتغين” المسؤول في حزب المستشار السابقة إنغيلا ميركل:”هذه القسوة وهذا الافتقار إلى الإنسانية لا ينصفنا”.
أضاف:”لطالما كان الاتحاد الديمقراطي المسيحي ضد إساءة استخدام حق اللجوء، وبالتالي يجب أن نمنح الحماية لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد حقا، وهذا ما يقتضيه القانون الأساسي والقانون الدولي”.
الحزب يرفض اقتراح روتغين
وبصفته ممثلا للجنة الاقتراحات، أوصى السكرتير البرلماني “تورستن فراي” مؤتمر الحزب برفض اقتراح روتغين، مضيفا بأن “هذا الاقتراح من شأنه أن يقوض نموذج الدولة الثالثة تماما ويجعلها عبثية”.
وبحسب ما أفادت به وكالة “فرانس برس” فإن المندوبين في مؤتمر الحزب رفضوا اقتراح روتغين بأغلبية كبيرة، وبالتالي وافقوا على الخط المتشدد في مسودة البرنامج والمتعلق بتشديد إجراءات اللجوء في البلاد.
ونقلت فرانس برس عن فراي، قوله، إن “جزءا من الحقيقة هو أن ألمانيا لا يمكنها استقبال جميع طالبي اللجوء المعترف بهم، مثل طالبي اللجوء الكثيرين من سوريا وأفغانستان، لأننا حينها سنضطر في الأساس إلى استقبال جميع البلدان”.
وتابع: “لا توجد طريقة حول إضفاء الطابع الخارجي على إجراءات اللجوء ومنح الحماية”.
انتقادات من منظمات وكنائس ألمانية
وانتقد روديغر شوخ رئيس”منظمة الرعاية الاجتماعية البروتستانتية” في ألمانيا، سياسة اللجوء التي ينتهجها الاتحاد المسيحي الديمقراطي.
وقال شوخ: “من خلال إسناد إجراءات اللجوء وحتى مسؤولية الحماية إلى دول ثالثة غير أوروبية، يبتعد الاتحاد المسيحي الديمقراطي عن الممارسة السابقة المتمثلة في توفير ملجأ للمحتاجين في ألمانيا”.
ووفقا لشوخ، فإن”هناك نقصا في البلدان الآمنة والمرحبة، والأكثر من ذلك، فإن تكاليف مثل هذه الصفقات المشكوك فيها ستكون باهظة”.
واعتبر أنه يجب”إنفاق الأموال بدلا من ذلك على تحسين ظروف الاستقبال والاندماج في ألمانيا”، فهو في رأيه” من شأنه أن يساعد السلطات المحلية بشكل أكبر بكثير”.
كذلك، فقد انتقد مسؤولو اللجوء في الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية (البروتستانتية)، الأسقف شتيفان هيسه والأسقف كريستيان شتيبلين، بشدة خطط حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” بشأن سياسة اللجوء.
الأسقفان اتهما “الحزب المسيحي الديمقراطي” بـ “الانحراف الشديد عن إرثه الإنساني في حماية اللاجئين”.
اقرأ أيضا: دراسة: التمييز العنصري يزيد من خطر الفقر بين المهاجرين في ألمانيا
وقالا في بيان مشترك إن “من يتبع رؤية الإنسان المسيحي، لا يجوز له إلغاء الوصول الفردي إلى حماية اللاجئين في أوروبا”. وفق ما نشرت صحيفة (دي فليت” الألمانية.
وكان أكثر من 700 كاهن وكاهنة بالإضافة إلى علماء لاهوت، بعثوا برسالة إلى مندوبي مؤتمر حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” وصفوا فيها الحزب بأنه “غير مسيحي”، مشيرين إلى التزام “الكتاب المقدس بحماية المهجرين واللاجئين”.