أخبار العرب في أوروبا- هولندا
أعلنت عائلة هولندية إسقاط حقها ضد لاجئ سوري دهس أحد أفرادها بـ”الخطأ” بسيارته وهي امرأة مسنة تبلغ من العمر 78 عاما ما أدى لوفاتها، في لفتة وصفتها وسائل إعلام هولندية بـ”الإنسانية”.
وكان اللاجئ السوري “سمير.أ” البالغ من العمر 46 عاما قد دهس في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، المرأة المسنة بسيارته عندما كانت تعبر الطريق، ما أدى لوفاتها على الفور في إحدى قرى جنوبي هولندا.
وقال الرجل السوري المقيم في مدينة نوردفيك -وصل هولندا عام 2015 ويعمل في توصيل الطرود من ذلك الحين- في جلسة الاستماع في وقت سابق من هذا العام، إنه كان يقود سيارته بـ”حذر شديد”، مؤكدا أن كان يفعل ذلك دائما لأن أجهزة استشعار الوقوف في الجزء الخلفي من سيارته كانت معطلة.
إضافة لذلك، قال إنه لم يكن في عجلة من أمره، كما اعتذر عدة مرات وقال إنه “حزين جداً”.
ولم أقارب الضحية “سينتجي كاردول” جلسة الاستماع في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن تبين لاحقا أنه لم يتم إبلاغهم بموعد الجلسة، فأرسلوا بريدا إلكترونيا حول هذا الأمر إلى المحكمة، التي قامت بإلغاء الجلسة التي كانت مقررة في 26 من نفس الشهر وأعادت فتح القضية.
كما أعادت المحكمة جلسة المعالجة الموضوعية بشكل مختصر قبل أيام، لإتاحة الفرصة لأقارب الضحية ليقولوا كلمتهم.
وفقا لما ذكر موقع “أومروب فيست” الهولندي، فقد جرت خلال الجلسة، محادثة بين الرجل السوري المتهم وابن الضحية وزوجة أخيها، وقال المتهم في جلسة الاستماع السابقة إنه لم يجرؤ على الاتصال بالعائلة.
وأضاف:”إذا فعلت شيئا كهذا في سوريا من حيث أتيت، فسوف تقتل على يد عائلة الضحية.. لقد اختبأت لمدة ثلاثة أسابيع لأنني كنت خائفا من أن يفعلوا بي شيئا “، حسب قوله.
وفقا لابن الضحية فقد تمت معاقبة اللاجئ السوري بما فيه الكفاية، ويقول: “كانت المحادثة معه جيدة، وتمكنت من قول ما أريد.. لقد شعرت بالراحة”.
وتابع:”لم أره قاتلا بل رأيته كإنسان فقط.. وخلال المحادثة، عرض الابن على اللاجئ السوري صورة والدته للتأكد من أن المشتبه به سيسنى الصورة التي كانت الضحية تبدو عليها بعد الحادث”.
وكانت المحادثة بمثابة ارتياح كبير للجاني أيضا، إذ قالت للموقع الهولندي: ” لم أتوقع أبدا أن يكون مثل هؤلاء الأشخاص الرائعين موجودين”.
وأضاف:”لو كنت أعرف ذلك، لكنت أبلغتهم بسرعة، لكنني كنت خائفا للغاية”. وتابع “يبدو الأمر كما لو أن ثقلا كبيرا قد تم رفعه عن كاهلي”، وعن الحادث نفسه يقول: “أنا آسف”.
بدوره ويقول كل من شقيق الضحية وزوجة أخيها:”نحن نفتقد أختنا، لكننا لن نعيدها بعقوبة”.
رغك ذلك، فإن حفيدة الضحية لا تزال تواجه صعوبة في ذلك، وتقول “لا أستطيع أن أقول ذلك، وأنك تفهم أنه كان مجرد حادث”.
وتابعت: “هذا يبدو وكأنه نوع من الخيانة للجدة. لن أتمكن مطلقا من التحدث إليها أو رؤيتها مرة أخرى، وهذا أمر صعب للغاية”.
بدوره، وصف المدعي العام موقف العائلة الهولندية بأنه “جميل للغاية” وقال “نحن لا نرى ذلك في كثير من الأحيان في الحوادث المرورية”.
وأضاف:”هناك بعد إنساني للأمر. لكنني أفهم الحفيدة أيضا. لقد رحل شخص ما فجأة وهذا أمر محزن للغاية”.
وبغض النظر عن كل تلك المشاعر، يتمسك المدعي العام بمطالبته بـ”الحكم على المتهم السوري بخدمة مجتمعية لمدة 200 ساعة وحرمان مشروط من القيادة لمدة عام”.
اقرأ أيضا: محاكمة مقاتل سابق في قوات النظام السوري بألمانيا بتهم ارتكاب جرائم حرب
بينما طالب محامي المتهم بالحكم عليه بـ “البراءة من تهمة القيادة المتهورة”. ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها في 13 من مايو/ أيار الجاري.
وعندما انتهت جلسة الاستماع توجه اللاجئ السوري نحو ابن الضحية وعانقه تعبيرا عن إمتنانه له، بحسب ما أكده الموقع الهولندي.