أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرض حالة الطوارئ في إقليم كاليدونيا الجديدة فيما وراء البحار في المحيط الهادي، وذلك مع استمرار الاحتجاجات ضد باريس وأعمال شغب واسعة النطاق أسفرت مقتل 5 أشخاص بينهم رجلا شرطة.
وقال الإليزيه في بيان، مساء أمس الأربعاء، إن ماكرون كرر التأكيد على الحاجة إلى استئناف الحوار السياسي وطلب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية والأقاليم الواقعة فيما وراء البحار دعوة وفود كاليدونيا الجديدة على وجه السرعة إلى باريس.
وجاء البيان في نهاية اجتماع مجلس الدفاع والأمن الوطني حول الوضع في كاليدونيا الجديدة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ.
ومن شأن إعلان حالة الطوارئ أن يجعل من الأسهل على السلطات فرض حظر التجول والمظاهرات، ضمن إجراءات أخرى.
أرسال جنود وحظر تطبيق ” تيك توك”
واليوم الخميس، قال رئيس وزراء فرنسا غابرييل أتال بعد اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي: “سيتم إرسال ألف جندي إلى كاليدونيا الجديدة”، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا نحو 1700 جندي في الجزيرة.
ووفقا للوزير، فإن الوضع في الجزيرة “لا يزال متوترا للغاية”، مشددا على أن فرنسا “ستظهر الحزم وستخضع المحرضين على أعمال الشغب لأقسى العقوبات”.
كما أكد أتال أثناء اجتماع طارئ للحكومة، إن “أفراد الجيش الفرنسي تم نشرهم لتأمين موانئ ومطار كاليدونيا الجديدة”.
كذلك، اتخذ رئيس الوزراء الفرنسي، قرارا بحظر فوري لتطبيق “تيك توك” في الإقليم، بالإضافة إلى نشر الجيش لاستعادة النظام.
بدوره، قال وزير داخلية فرنسا “غيرالد دارمانان” أنه لن يكون هناك جيش في شوارع كاليدونيا الجديدة، مشددا على أنه من الممكن أن يساعد الجنود رجال الدرك، لا سيما الذين يعانون من ظروف صحية، لكن ليست مهمة الجيش استعادة الهدوء في الاقليم، بل هي مهمة رجال الدرك وضباط الشرطة.
واعتقلت القوات الفرنسية أكثر من 200 شخص في كاليدونيا الجديدة،حتى مساء أمس الأربعاء.
وأشارت السلطات المحلية في الإقليم إلى أن الأضرار الناجمة عن أعمال العنف في كاليدونيا الجديدة تقدر بمبلغ 150 مليون يورو.
وبدأت الحركة الاحتجاجية ضد باريس وأعمال الشغب، يوم الاثنين الماضي، من قبل المطالبين بالاستقلال، بينما كان البرلمان الفرنسي يناقش مشروع قانون يمنح آلاف المواطنين الفرنسيين في مجموعة الجزر حق التصويت وبالتالي ممارسة المزيد من التأثير السياسي.
وسرعان ما تحول الوضع إلى الأسوأ، مما أدى إلى حدوث أعمال نهب وحرائق وعنف جسدي بمستويات نادرا ما شهدتها الجزيرة.
وكانت الجمعية الوطنية في باريس اعتمدت الإصلاح، بأغلبية 351 صوتا مقابل 153.
اقرأ أيضا: استنفار غير مسبوق في فرنسا إثر هروب سجين بعد مقتل عناصر شرطة بكمين
وردا على هذه الأحداث، طلب المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في كاليدونيا الجديدة “لويس لو فرانك” دعم الجيش لحماية البنى التحتية مثل مطار نوميا. كما تم فرض حظر تجول في محاولة للحد من العنف.
وأكد رئيس الوزراء أتال أن حالة الطوارئ، التي أعلنت في الساعة الثامنة مساءً (الأربعاء) بتوقيت باريس (الخامسة صباحا (الخميس) في نوميا)، ستلعب دورا حاسما في استعادة الهدوء.
ووصف الوضع بأنه خطير، مع “اندلاع عنف غير مسبوق” أدى بالفعل إلى وقوع عدة وفيات.
وكاليدونيا الجديدة تعد واحدة من 5 مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.