أخبار العرب في أوروبا- بروكسل
تبحث مجموعة كبيرة من دول الاتحاد الأوروبي حاليا عن “حلول جديدة” لتسهيل نقل المهاجرين واللاجئين إلى بلدان خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك في أثناء عمليات الإنقاذ في البحر.
وتريد هذه الدول الذهاب أبعد من اتفاقية الهجرة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي مؤخرا، والتي تتمحور حول تشديد الرقابة على الهجرة في القارة.
وكشفت 15 دولة أوروبية عن مقترحات موجهة إلى المفوضية الأوروبية، أمس الجمعة، إذ دعت هذه الدول المفوضية إلى ضرورة”تحديد وتطوير واقتراح وسائل وحلول جديدة لمنع الهجرة غير النظامية إلى أوروبا”، بحسب الرسالة.
ووقعت على رسالة المقترحات الجديدة كل من بلغاريا والتشيك والدانمارك وفنلندا وإستونيا واليونان وإيطاليا وقبرص وليتوانيا ولاتفيا ومالطا وهولندا والنمسا وبولندا ورومانيا.
ترحيل بعد الإنقاذ في البحر
وتشمل عمليات النقل المقترحة، تلك التي تجري أثناء عمليات الإنقاذ في البحر، كذلك تدعو الرسالة إلى وضع آليات تسمح بـ”كشف المهاجرين الذين يواجهون محنة في المياه الدولية واعتراضهم وإنقاذهم ونقلهم إلى مكان آمن في دولة شريكة خارج الاتحاد الأوروبي حيث يمكن إيجاد حلول دائمة لهؤلاء المهاجرين”.
في هذا السياق، تستشهد هذه الدول بالاتفاق الذي أبرمته إيطاليا مؤخرا مع ألبانيا لإرسال طالبي اللجوء الذين جرى إنقاذهم إلى هذه الدولة المرشّحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لتتم دراسة طلبات اللجوء الخاصة بهم هناك.
خيار الترحيل إلى دولة ثالثة
كما تقترح الدول الـ15 أيضا إمكانية إرسال طالبي اللجوء بسهولة أكبر إلى دولة ثالثة في انتظار دراسة طلبهم.
علما أن القانون الأوروبي ينص على أنه يمكن إرسال طالب اللجوء الواصل إلى الاتحاد الأوروبي، إلى بلد خارج التكتّل حيث بإمكانه طلب اللجوء، بشرط أن يكون لديه رابط كافٍ مع هذا البلد الثالث، ما يستثني في هذه المرحلة النموذج الذي تتبعه المملكة المتحدة عبر إرسال المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا.
وكتبت هذه الدول في رسالتها “يجب إعادة تقييم تطبيق مفهوم الدولة الثالثة الآمنة في قانون اللجوء الأوروبي”.
لكن وبشكل أوسع، ترغب هذه الدول في زيادة الاتفاقيات مع دول ثالثة تقع على طول طرق الهجرة، مستشهدة على سبيل المثال بالشراكات التي أُبرمت مع تركيا في العام 2016 والتي تنص على إبقاء اللاجئين السوريين على أراضيها.
وقال الموقّعون:”نشجّع على إقامة شراكات شاملة ومفيدة للطرفين ومستدامة مع الدول الشريكة الرئيسية الواقعة على طول طرق الهجرة”.
اقرأ أيضا: بهدف إعادة اللاجئين.. 8 دول أوروبية تدعو إلى إعادة تقييم الأوضاع في سوريا
وتأتي هذه المقترحات الجديدة الموجهة للمفوضية الأوروبية، قبل أقل من شهر من الانتخابات الأوروبية والتي تتوقع استطلاعات الرأي أن تحقق فيها الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة تقدّما كبيرا.
كذلك، فإن هذه المقترحات من قبل الدول الأوروبية، تأتي في وقت تتزايد في دول عديدة من العالم الأصوات غير المرحبة بالمهاجرين.
وبحسب التقرير الأخير للمنظمة الدولية للهجرة، فإن هناك 281 مليون مهاجر دولي حول العالم، مشيرة إلى أن عدد النازحين بلغ رقما قياسيا بحلول نهاية عام 2022 ليصبح 117 مليونا.