أخبار العرب في أوروبا- جنيف
قالت منظمة الأرصاد العالمية، اليوم الأثنين، إن انتهاء ظاهرة “النينو” المناخية المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستوى قياسي، يتوقع أن تنتهي خلال العام الجاري 2024.
ووفقا للمنظمة ومقرها بمدينة جنيف بسويسرا، فإن هناك احتمالا بنسبة 70% أن ظاهرة “لا نينا” المناخية سوف تظهر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، نتيجة لبرودة درجات الحرارة في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.
وأضافت المنظمة في بيان، أن ظاهرة “لا نينا” لديها القدرة على التأثير المناخي العكسي لظاهرة “النينو” في أماكن كثيرة، على الرغم من أن تأثيرات “لا نينا” أقوى بكثير في المناطق الاستوائية عن أوروبا.
وتشير توقعات المنظمة إلى أنه يرجح هطول أمطار بكميات فوق المتوسط مع بدء ظاهرة “لا نينيا” في أمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي وأجزاء من أمريكا الجنوبية وشرق أفريقيا، من بين مناطق أخرى.
لكنها حذرت من أن انتهاء دورة ظاهرة “النينو” لن تؤدي إلى توقف التغير المناخي على المدى الطويل، حيث أن درجات الحرارة المرتفعة ستستمر على كوكب الأرض بسبب الغازات الدفيئة.
في هذا السياق، قال “كو بريت” المسؤول بالمنظمة: “طقسنا سيستمر في أن يكون أكثر تطرفا بسبب المزيد من الحرارة والرطوبة في غلافنا الجوي”.
وأضاف:”كل شهر منذ يونيو(حزيرن) 2023، شهد تسجيل رقم قياسي جديد في درجات الحرارة”، مضيفا بأن “عام 2023 كان حتى الآن هو العام الأشد حرارة حسب السجل”.
التسمية
وتعود التسيمة بعدما أطلق البحارة في البيرو تسمية النينو أو “الطفل المقدس” على هذه الظاهرة، لكونها تحل دائما في أواخر العام الميلادي، أي في تاريخ قريب من أعياد الميلاد.
ويعود أول تأصيل علمي للظاهرة إلى عام 1920 وصاحب الفضل فيه هو الفيزيائي البريطاني سير جيلبر والكر.
تأثيرات الظاهرة
وتتسبب هذه الظاهرة في اندفاع المياه السطحية الساخنة غربا، تحت تأثير الرياح الساخنة القادمة من الشرق، إلى صعود المياه الباردة إلى السطح فيدفع هذا التغيير الفجائي في الحرارة الأسماك إلى مغادرة الشواطئ بحثا عن المياه الدافئة، ما يُؤذن بنهاية مبكرة لموسم وفرة الأسماك في عدد من بلدان أميركا الجنوبية وخاصة الإكوادور والبيرو.
كما تحفز الرياح الساخنة المياه الباردة على التبخر ثم التكثف في الأجواء لتصير غيوما ثم أمطارا رعدية تصاحبها عادة سيول وفيضانات.
وعلى نطاقٍ أوسع فإن الرياح الساخنة لها تأثير فوري على حالة الطقس، إذ ترتفع معها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في مناطق معينة متسببة في حالة جفاف قاسية واندلاع حرائق بالجملة.
وخلال نوبة “النينو” ينخفض الضغط في الجزء الجنوبي من المحيط الهادي، وتضعفُ الرياح الساخنة وتُغير وجهتها وبعض خصائصها فينعكس تأثيرها في الجهة المقابلة من المحيط في شكل نوبةٍ من الجفاف والحرارة في إندونسيا وأستراليا.
اقرأ أيضا: بسبب الجفاف الشديد.. السلطات في صقلية تعلن حالة الطوارئ
في حين تخيم العواصف الاستوائية والأمطار على الجزء الشرقي من المحيط الهادي وتتأثر منها بالخصوص بولينيزيا الفرنسية، وشواطئ البيرو.
وكانت العديد من الدراسات هذا الصدد قد خلصت إلى أن ظاهرة “النينو” تتكرر خلال فترة تمتد من عامين إلى سبعة أعوام.
وسجلت أعنف نوبة من هذه الظاهرة عام 1979 وطالت أرجاء واسعة من أميركا الجنوبية وآسيا وخلَّفت آثار مدمرة، وبعد ذلك وقعت نوبات أقل شدة وتدميرا وفق دورة سنوية بين 2002 و2007 ثم في 2009 و2010.
علما أنه في الغالب تبدأ نوبة النينو في وسط العام وتدوم بين 6 إلى 18 شهرا.