أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا
اعتقلت الشرطة البريطانية رجلين سودانيين مطلوبين لدى السلطات الفرنسية، وذلك بتهمة التسبب بوفاة 5 مهاجرين، من بينهم فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات.
وجاءت عملية الاعتقال بعد مرور أكثر من شهر على حادثة غرق خمسة مهاجرين في المانش، حيث أسفرت التحقيقات المشتركة بين السلطات الفرنسية والبريطانية، عن اعتقال الأخيرة لرجلين سودانيين كانا قد وصلا إلى بريطانيا، وتشتبه السلطات بتورطهما في تلك الحادثة.
في هذا السياق، قال الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة في بيان صحفي، أمس الثلاثاء، إن الرجلين “مواطنان سودانيان يبلغان من العمر 19 و24 عاما، تم اعتقالهما الخميس الماضي” في لندن.
وأضاف البيان أنهما “مطلوبان لدى السلطات الفرنسية للاشتباه في مسؤوليتهما عن وفاة الطفلة الصغيرة”.
وأكدت الشرطة البريطانية أن إجراءات التسليم “جارية”، مضيفة أن الرجلين اللذين تم تقديمهما أمام القاضي يوم السبت الماضي، سيمثلان مرة أخرى يوم الجمعة المقبل.
وقالت نائب رئيس التحقيقات داخل الوكالة كريغ تورنر :”هذه الاعتقالات هي نتيجة تحقيق أجرته السلطات الفرنسية بدعم من الوكالة الوطنية (البريطانية) لمكافحة الجريمة” وشركاء آخرين.
وتشير التحقيقات إلى أنه في الـ 23 إبريل/نيسان الماضي، استقل نحو 100 شخص من بينهم سوريون وعراقيون، قاربا مطاطيا في بحر المانش وأبحروا في الصباح الباكر، لكن المحرك تعطل على بعد عشرات الأمتار من الشاطئ وسقط الناس في الماء.
وتسبب الحادث بوفاة ثلاثة رجال وامرأة وطفلة صغيرة، فيما تم إنقاذ حوالي 50 مهاجرا وتم إنزالهم في فرنسا، بينما أعاد الباقون المحاولة ووصلوا إلى بريطانيا.
كما ذكرت التحقيقات أن محاولة العبور هذه، كانت وسط بحر هادئ نسبيا وطقس صافٍ، ولكن مع درجات حرارة لا تكاد تزيد عن بضع درجات فوق الصفر.
ومنذ ذلك الحين، عملت السلطات البريطانية على التعرف على المتورطين في هذه الحادثة، واعتقلت 4 أشخاص على الأقل لغاية الآن.
اقرأ أيضا: زعيم حزب العمال في بريطانيا يتعهد بخفض عدد المهاجرين
والمسافة البحرية الفاصلة بين شمال فرنسا وبريطانيا، تبلغ 40 كليومترا فقط. لكنها من أخطر طرق الهجرة، إذ يعد طريق المانش معبرا تجاريا تتخذه سفن الشحن والمراكب التجارية والعبارات، وما يزيد من خطورته، تياراته القوية ورياحه الشديدة ومناخه المتقلب، إضافة إلى استعمال المهربين قوارب مطاطية رديئة للعبور.
ويواجه المهاجرون مخاطر كبيرة أثناء محاولات عبور المانش ويفارق بعضهم الحياة.
مع ذلك، يسعى المهاجرون الوصول إلى الضفة البريطانية يوميا. لكن قبل وصولهم، يضطرون إلى الإقامة في مخيمات عشوائية في شمال فرنسا وسط ظروف عيش مزرية وخطرة على حد سواء.