أخبار العرب في أوروبا- متابعات
بداية من غدٍ الخميس وحتى الأحد المقبل، يتوجه نحو 360 مليون ناخب أوروبى إلى مراكز الاقتراع في الدول الـ27 للاتحاد الأوروبي من أجل انتخاب النواب الجدد في البرلمان الأوروبي.
يأتي هذا وسط مخاوف من صعود اليمين المتطرف، حيث لاتزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن الأحزاب الشعبوية ستحقق نتائجة كبيرة في هذا الانتخابات.
وهذه الانتخابات التي تقام كل 5 سنوات، يختلف موعدها بين دول الاتحاد حيث ستبدأ غدا الخميس في هولندا، ثم تقام الجمعة في أيرلندا، والسبت في كل من لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا في حين يصوت الناخبون في بقية دول الاتحاد الأوروبي من بينها فرنسا يوم الأحد المقبل.
وسيتم انتخاب 720 عضوا بالبرلمان الأوروبي ومقره في مدينة ستراسبوغ الفرنسية، بين آلاف من المرشحين.
وتتميز انتخابات 2024 بمنافسة شرسة بين الأحزاب الأوروبية بجميع أطيافها، اليمين واليسار والوسط، والتي قد تكون مصيرية للعديد منهم سواء كان على المستوى الوطني أو الأوروبي، في ظل صعود تيار اليمين المتطرف في معظم دول الاتحاد والرافض للهجرة.
ويحاول ممثلو هذا التيار حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان، لتكون لهم الكلمة العليا في تحديد أطر سياسات الاتحاد للسنوات الخمس القادمة.
اليمين يتقدم في الاستطلاعات في فرنسا
وقبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات في فرنسا، لايزال اليمين المتطرف في المقدمة، حيث سيختار الناخبون عددهم 49.7 مليون، مسجلين على القوائم الانتخابية، 81 عضوا في البرلمان.
ويخوض سباق الانتخابات عدة أحزاب رئيسية منها “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الذي يتصدر استطلاعات الرأي المتعلقة بنوايا التصويت.
كذلك، حزب “النهضة” الحاكم (وسط)، وأحزاب التحالف الرئاسي، وحزب “الجمهوريون” (يمين)، والحزب الاشتراكي (يسار)، وحزب “الخضر”، و”فرنسا الأبية” يساري راديكالي.
ووفقا لآخر استطلاع نشر أمس الثلاثاء، فقد أظهرت النتائح تقدم قائمة “التجمع الوطني” بفارق كبير على منافسيها، حيث حصلت على نسبة 33% من نوايا التصويت.
كما حصلت رئيسة لائحة الأغلبية الرئاسية فاليري هاير على 15% من نوايا التصويت، ورافاييل جلوكسمان عن الحزب الاشتراكي 14%.
بينما احتفظت مانون أوبري عن فرنسا الأبية بالمركز الرابع بنسبة 7.5% من الأصوات، متقدمة على فرانسوا كزافييه بيلامي عن حزب الجمهوريين وسجل 7% ثم تأتي ماريون ماريشال عن حزب الاسترداد وتحصل على 6%.
ماكرون يكثف جهود لخوض المعركة الانتخابية
في هذا الصدد، يكثف الرئيس الفرنسي وفريقه جهودهم لخوض هذه المعركة الانتخابية، من خلال “فاليري هاير”، رئيسة لائحة حزب النهضة.
وانضمت هاير (37 عاما)، إلى معسكر ماكرون اليمين الوسطي في 2017. وانتخبت عضوا في البرلمان الأوروبي في 2019، وتتميز بخبرتها في مجال الميزانية داخل الاتحاد الأوروبي.
وبدأت حملتها الانتخابية تحت شعار “الحاجة إلى أوروبا”، والتي تركز على التكامل الأوروبي والتضامن الاقتصادي.
لكن قائمة حزب “التجمع الوطني “اليميني المتطرف، بقيادة جوردان بارديلا (28 عاما)، تأتي في صدارة القوائم الرئيسية الفرنسية.
علما أن بارديلا كان قد شغل في البرلمان الأوروبي منصب نائب رئيس مجموعة الهوية القومية والديمقراطية لمدة 5 سنوات، ويقود حملته تحت شعار “فرنسا تعود .. أوروبا تنتعش!”.
ودافع بارديلا عن فكرة “الحدود المزدوجة”، فهو يرغب في “إعادة قوارب المهاجرين التي ترسو على السواحل الأوروبية بشكل منهجي” و”فحص طلبات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي”.
محللون: نوايا التصويت قد تتغير
ورغم أن الاستطلاعات تظهر تقدم اليمين المتطرف لاسيما في فرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا، لكن بعض المحللين السياسيين يرون أن هذه النسب وإن كانت علميا صحيحة إلا أنها قد تتغير خلال التصويت.
يقول “زياد وهبي” المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية بباريس، في تصريحات صحافية، اليوم الأربعاء، إن “استطلاعات الرأي هي معيار حقيقي نستطيع أن نعمل به، ولكن المشكلة هي في نسبة المترددين أو نسبة الذين لايذهبون إلى التصويت، فعندما يقرر هؤلاء الذهاب فستتغير كل هذه النسب”.
وأضاف:”هذه الاستطلاعات تكون على عينة مثلا على 20 ألف شخص، لكن لا يمكن أخذ رأي هذه العينة على مستوى الـ49 مليون ناخب فرنسي- على سبيل”.
اقرأ أيضا: استطلاع: تقدم كبير للتحالف المسيحي بألمانيا في الانتخابات الأوروبية
ووفقا لوهبي فإنه “رغم أن صحة استطلاعات الرأي علميا ولكنها ترتبط بما يسمى أداء المترددين، فعلى سبيل المثال إعطاء نسبة 33% لحزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف رقم غير طبيعي! وأعتقد أنها أرقام علمية على العينة لكن لاحقا قد تتغير”.
ورغم ذلك،فإن الكثير من المحللين ومن بينهم زيادة وهبي يرون أن “التجمع الوطني” في فرنسا سيكون في الصدارة بنسبة تقريبا تتخطى 25%، ولكن لن يكون هو الحزب الضاغط، لأن هناك أحزابا تقليدية سيكون لها صدى أيضا غير اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي.