أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
هزت “فضيحة” الرأي العام في ألمانيا بعدما كشف تحقيق عن تزوير المئات من شهادات تعلم اللغة الألمانية التي يحتاجها الأجانب للتقدم بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية.
وأمس الخميس، مثل أمام المحكمة الإقليمية بمدينة لوبيك شمال البلاد، رئيس مركز لتعلم اللغة الألمانية في بلدة “ايكيرنفورده”، بعد اتهامه بتلقي مبلغ 1.7 مليون يورو لقاء بيع المئات من شهادات تعلم اللغة الألمانية (مستوى B1) للاجئين في عدة مدن بالبلاد.
وهذه الشهادة تخول اللاجئين للحصول على الجنسية الألمانية، إذ بدونها لايمكن التقدم حتى بطلب الحصول على الجنسية.
ويشير التحقيق بحسب ما أفادت به وسائل إعلام ألمانية، إلى أن عملية بيع الشهادات المزورة بدأت في ولاية شليسفيغ هولشتاين شمال البلاد، ثم توسعت لتشمل مدنا في ولايات أخرى.
ووفقا للتحقيق، فإن الشهادة المزورة الواحدة تباع بألف يورو، مشيرة إلى أن أحد اللاجئين السوريين ممن اشتروا شهادة مزورة يدعى “ناصر.أ” حيث يمثل أيضا أمام المحكمة الإقليمية في لوبيك.
وجاء في التحقيق أن الرجل السوري البالغ من العمر 46 عاما ولديه أربعة أطفال، يعمل كدهان في ألمانيا، مؤكدة أنه أثناء المحاكمة كان يعتمد على مترجم إذ لا يتقن اللغة الألمانية على الرغم من تواجده في ألمانيا منذ عام 2015 ولديه شهادة لغة (B1).
وأضاف بأن الرجل السوري المتهم تقدم في عام 2021 بطلب للحصول على إقامة دائمة مرفق بشهادة لغة مزورة، وبعدها بعام تقدم بطلب للحصول على الجنسية مدعوما بنفس الشهادة المزورة.
لكن الشرطة الجنائية كانت قد اكتشفت عملية التزوير في بلدة ايكيرنفورده وتوصلت لأسماء اللاجئين الذين حصلوا على شهادات مزورة.
وقامت الشرطة بإخطار مكاتب الأجانب في ألمانيا بأسماء اللاجئين الذين اشتروا شهادات مزورة.
وبحسب التحقيق فقد اكتشفت الشرطة أن المتهم الرئيسي وهو رئيس مركز لتعلم اللغة الألمانية، كان يعمل مع شبكة من الموزعين تمتد عبر العشرات من المحلات العربية في مدن ألمانية عدة، مؤكدة بأنه كان بيع الشهادات المزورة يتم عبر تلك الشبكة.
امتحانات نظامية للمتقدمين
ويشير التحقيق الذي قامت بنشره العديد وسائل الإعلام الألمانية، إلى أن مدير مركز تعلم اللغة كان يجري امتحانات نظامية للمتقدمين، ولكنه كان يتلاعب بالنتائج حتى يحصل الجميع تقريبا على شهادة لغة.
اقرأ أيضا: لأول مرة.. محاكمة رجلين بألمانيا بتهمة الانتماء لـ “حزب الله” اللبناني
وأكد التحقيق بأن نسبة النجاح في المركز بلغت بين 95 الى 100%. كما كانت الشهادات تمنح أيضا لأشخاص لم يحضروا للمركز أبدا.
وحاليا يقدر المحققون أن ما بين 1700 الى 2000 شهادة مزورة تم بيعها بهذه الطريقة في ولايات شليسفيغ هولشتاين وبريمن وهامبورغ، بالإضافة لمدن أولدنبورغ، اسين، دويسبورغ وبوخوم بالإضافة لمناطق أخرى.
