أخبار العرب في أوروبا- بلجيكا
توجه البلجيكيون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في ثلاثة انتخابات بنفس الوقت، وهي انتخابات البرلمان الاتحادي وانتخاب مجالس الأقاليم، بالتوازي مع انتخابات البرلمان الأوروبي.
وهذه الاستحقاقات الانتخابية الثلاثة التي يشارك فيها قرابة 8 ملايين بلجيكي، تتزامن في البلد ذي التركيبة الديمغرافية المتنوعة والنظام السياسي المعقد، ما جعل الانتخابات المحلية تطغى على تصويت البلجيكيين لاختيار 22 نائبا لهم في البرلمان الأوروبي.
ويتعين على البلجيكيين اختيار ممثليهم في مجالس الأقاليم وممثليهم في البرلمان وسط توقعات بعدم حصول أي حزب على الأغلبية المريحة التي تمكنه من تشكيل حكومة، ما يعيد إلى الأذهان أعمق أزمة سياسية عاشتها البلاد عام 2010 حين أمضت 541 يوما بلا حكومة.
اليمين الأوفر حظاً
وبحسب آخر استطلاعات الرأي فإن “حزب المصلحة الفلمنكية” اليميني المتطرف هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الفيدرالية وذلك في مقاطعة “فلاندرز”.
وكان الحزب قد شهد طفرة في انتخابات عام 2019، عندما فاز بـ 18 مقعدا من إجمالي 150 مقعدا في المجلس، ويمكن أن يفوز اليوم بما يصل إلى 26 مقعدا وفقا لبعض استطلاعات الرأي.
لكن في مقابل ذلك، سيكون الخاسر الرئيسي يمين الوسط والتشكيلات الليبرالية، في حين أن حزب العمال، وهو القوة اليسارية التي تميز نفسها عن الاشتراكيين، قد تحقق تقدما.
رغم ذلك، فإنه بالنظر إلى تعقد النظام السياسي البلجيكي، يبدو من الصعب جدا أن يحصل أحد الأحزاب على نسبة عالية من الأصوات، مما يجبر قادة الأحزاب المختلفة على الدخول في مفاوضات طويلة للتوصل إلى اتفاق بشأن الحكومة المستقبلية.
مواضيع الحملات
وكانت المواضيع التي ميزت الحملة الانتخابية على المستوى الأوروبي في السياسة المناخية، الزراعية، الأمن والدفاع الأوروبي.
بينما ركز المتنافسون على مجلس النواب بشكل رئيسي على قضايا مثل الهجرة، العدالة، الميزانية وإصلاح الدولة.
في حين اهتم المرشحون للانتخابات المحلية أكثر بالبيئة والصحة والتنقل والتعليم والثقافة.
وكانت بلجيكا قد شهدت تسجيل رقم قياسي بعد انتخابات سنة 2010 عندما استغرقت مفاوضات تشكيل حكومة 541 يوما.
وحاليا يتوقع متابعون أن تشهد الانتخابات الحالية إفراز مشهد مماثل، وقد تصبح الانقسامات أكثر تعقيدا عند النظر إلى تركيبة المجالس الإقليمية حيث تتنافس الأحزاب بالتوازي مع انتخابات البرلمان الاتحادي.
المشاركة بالتصويت إلزامية
ويتوقع أن تكون نسبة إقبال الناخبين في بلجيكا أقل هذا العام مقارنة مع الانتخابات الماضية، رغم أنه في بلجيكا عادة تكون نسبة المشاركة بالانتخابات عالية جدا وتصل لنحو 90 %.
وهذه النسبة الكبيرة سببها إلزامية الذهاب إلى صناديق الاقتراع، تحت طائلة العقوبات بفرض غرامات مالية.
ويعاقب كل شخص لم يقم بتسجيل اسمه في قوائم الناخبين بغرامة تصل لـ 80 يورو في حال تغيب لأول مرة، لكن في حال تكرارها فإن العقوبة تصل لـ 200 يورو.
اقرأ أيضا: نتائج أولية بألمانيا.. الاتحاد المسيحي أولا والبديل ثانيا في انتخابات أوروبا
وفي حال تكرر عدم المشاركة في الانتخابات لـ 4 مرات متتالية، بدون أسباب وجيهة، يتم إزالته من قوائم الناخين لمدة 10 سنوات.
لكن يمكن للمواطنين أن يقرروا ترك بطاقة الاقتراع فارغة، علما أن هذا القانون الدستوري يخص كل شخص يستطيع الانتخاب، ولا يتعلق بالاشخاص الذين لديهم ظروف صحية أو خاصة تمنعهم من المشاركة.
وفي هذه الانتخابات سيُسمح للمرة الأولى لليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما بالتصويت، ولكن فقط للبرلمان الأوروبي.
أيضا وخلافا لباقي الدول الأوروبية، يمنع في بلجيكا التقاط الصور داخل مراكز الاقتراع.