أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
بعد فوز اليمين المتطرف في فرنسا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية هذا الأسبوع، بدأت تلوح في الأفق تحالفات تضم اليمين التقليدي واليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي ستجري نهاية الشهر الجاري.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن الأحد الماضي، حل الجمعية الوطنية (البرلمان) وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في جولتين الأولى في 30 يونيو/حزيران الجاري والثاني في 7 يوليو/تموز المقبل.
ويهدف ماكرون من هذا القرار الاستباقي التصدي لـ “موجة اليمين المتطرف” والمحافظة على الأغلبية البرلمانية لتياره “النهضة”.
لكن تحالفات جديدة ظهرت يبدو أنها كانت غير متوقعة من قبل إدراة الإليزيه، حيث أعلن “إريك سيوتي” رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، عن رغبته في إقامة “تحالف” مع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة.
هذه الرغبة سرعان ما رحبت بها زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، المعروفة بعدائها الشديد للمهاجرين.
وهذا ما أثار مخاوف وسط المهاجرين من “سنوات عجاف” في حالة ما إذا واصل اليمين المتطرف اجتياحه وكسب الأغلبية في البرلمان الفرنسي.
وكان التجمع الوطني قد حقق فوزا كبيرا في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، بفارق كبير بحصوله على 31.36% من الأصوات، متقدما على الأغلبية الرئاسية لماكرون، التي حصلت على 14.6% وأيضا الحزب الاشتراكي بـ 13.83%.
يأتي هذا في وقت دعا فيه “إريك زمور” أشد اليمينين المتطرفين في فرنسا وزعيم حزب “الاسترداد” إلى تحالف اليمين في الانتخابات التشريعية.
وهو ما قد يجعل اليمين المتطرف مع اليمين التقليدي يحصل على أغلبية مريحة في البرلمان، في حال سارت الأمور وفقا لرغبة زعيم حزب الجمهوريين بالتحالف مع التجمع الوطني، وكذلك مع دعوة المتطرف “زمور” لتحالف يميني.
نوايا التصويت لصالح اليمين المتطرف
ويبدو أن الرأي العام الفرنسي يتجه نحو اليمين المتطرف ليس فقط على مستوى الانتخابات الأوروبية، بل حتى الانتخابات المحلية، حيث تصدر حزب “التجمع الوطني” نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية مع 34%، أي بزيادة قدرها 15 نقطة عن نتائجه قبل عامين وفق استطلاع أجراه معهد “آريس إنتراكتيف-تولونا” لحساب وسائل إعلام الفرنسية.
بينما اليسار مجتمعا جاء في الاستطلاع بالمرتبة الثانية مع 22% من نوايا التصويت (حصد 25,7 %في انتخابات 2022) ومعسكر ماكرون ثالثا مع 19% (مقابل 25,8%) وحزب “الجمهوريون” اليميني رابعا مع تسعة بالمئة (مقابل 11,3%).
وبحسب الاستطلاع سيحصد “التجمّع الوطني” غالبية نسبية في البرلمان مع ما بين 235 و265 مقعدا، مقابل 89 حاليا.
وهذا يعني تنامي حظوظ الحزب المتطرف في مضاعفة عدد المقاعد في البرلمان، ومنها التأثير على التشريعات وعلى القرارات في إدارة الشأن العام، بالأخص فيما يتعلق بالمهاجرين.
في مقابل ذلك، سيقتصر عدد مقاعد المعسكر الرئاسي على ما بين 125 و155 نائبا (مقابل 249 حاليا).
أما تحالف اليسار “نوبيس” فسيحصل على ما بين 115 و145 مقعدا (مقابل 153 حاليا) و”الجمهوريون” 40 إلى 55 مقعدا (مقابل 74 حاليا).
ماكرون يدعو للاتحاد ضد القوى المتطرفة
وكان ماكرون دعا أمس الأربعاء، التيار الرئيسي للمحافظين، والديمقراطيين الاشتراكيين والخضر إلى التعاون مع تيار الوسط الذي يمثله من أجل تشكيل حكومة للبلاد في المستقبل.
وأكد ماكرون أنه مستعد للتعاون مع كل الذين لا يشاركون في تحالفات متطرفة سواء من اليسار أو اليمين، مضيفا بالقول:“إن ما أدعو إليه بتضرع وتصميم كبيرين هو إعادة تأسيس للحياة السياسية”.
كما شدد أنه على قناعة بأن الديمقراطيين الاشتراكيين والراديكاليين وأنصار البيئة، والديمقراطيين المسيحيين، والديغوليين والعديد من المواطنين والسياسيين الفرنسيين بالمعنى الأوسع، الذين لم يتورطوا في التطرف والذين أيدوا توجهات واضحة محددة، يمكنهم العمل معا لإقامة مشروع حكم جديد.
وحذر ماكرون من مخاطر اليسار المتطرف واليمين المتطرف، معتبرا أن الكتل المتطرفة ليست موحدة حول أي مسائل تتعلق بالمستقبل ولن تكون قادرة على تشكيل أغلبية حاكمة.
اقرأ أيضا: أصغر طالبة لشهادة الثانوية في فرنسا بعمر 9 سنوات
وكان الرئيس الفرنسي أعلن الأحد الماضي حل الجمعية الوطنية (البرلمان) ودعا إلى أجراء انتخابات مبكرة، وجاء هذا القرار جاء في رد فعل على هزيمة الكتل الليبرالية والأداء القوي للقوميين اليمينيين في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وبعد هذا القرار، سارعت أحزاب المعارضة اليمينية عن رغبتها في إجراء تحالفات فيما بينها، في وقت أعلنت فيه بالفعل الأحزاب اليسارية عن تشكيل تحالف في الانتخابات البرلمانية المبكرة.