أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
تعد الجالية المسلمة في فرنسا الأكبر في أوروبا الغربية بعدد يتجاوز الـ 6 ملايين نسمة، حيث يشكل المسلمون قرابة 9% من سكان البلاد الذي يبلغ 67 مليون نسمة، وتعد الديانة الإسلامية الثانية بالبلاد.
ويحرص المسلمون في فرنسا خلال أيام العيد، على تهنئة بعضهم البعض باللغة العربية، كما تتجاوز التهنئة المسلمين فيما بينهم إذ يقدم الأصدقاء والجيران من الديانات المختلفة التهنئة للمسلمين.
كما دأب المسؤولون الفرنسيون على تهنئة المسلمين الفرنسيين بهذه المناسبة.
وتولي الصحف الفرنسية كلها تقريبا على غرار”لوموند” و”لوفيغارو” أهميّة مناسبة العيد وتكتب عن احتفالات المسلمين الفرنسيين والمهاجرين، كذلك تسلط الضوء على طقوس العيد.
كما تخصص العديد من المجلات والصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعات الفرنسية، حيزا للتعريف بعيد الأضحى ومعانيه السامية وللحديث عن عادات وتقاليد المهاجرين للاحتفال به.
أيضا، فإن عشرات الإذاعات التابعة للجاليات المسلمة تقوم بتغطية احتفلات العيد على مدار الساعة مع تبادل للتهاني والتبريكات خلال أيام العيد.
مشاركة كبيرة في صلاة العيد
صباح يوم العيد يتجه عدد كبير من المسلمين المقيمين في باريس وضواحيها كبارا و أطفالا ونساءً إلى “المسجد الأكبر في باريس” وبقية المساجد الأخرى في المدينة لأداء صلاة العيد.
بعد الصلاة يجتمعون حول موائد تمتلئ بالحلويات و المشروبات التي أتى بها المصلون في مشهد عائلي مفعم بالمحبة والإخاء، ويحرصون على تبادل الحلويات التقليدية المعروفة لديهم والتي تتولى بعض النساء أعدادها بأنفسهن في البيت أو يتم شراؤها من محلات كثيرة متخصصة في إعدادها.
وفي باريس وحدها يوجد حوالي 45 مسجدا وقاعة صلاة، أهمها و أقدمها “مسجد باريس الكبير” بالدائرة الخامسة وبه مئذنة طولها 33 مترا، وهي تكاد تكون نسخة طبق الأصل من مئذنة مسجد الزيتونة في تونس، وتم بناؤه عام 1926 تكريما لأكثر من 100 ألف مسلم حاربوا ضمن الجيش الفرنسي و ماتوا دفاعا عن فرنسا في الحرب العالمية الاولى.
وقبل يوم العيد يظهر بعض الفقراء و المحتاجين على أبواب هذا المسجد و غيره من المساجد لتلقي زكاة الفطر، و يصطف المعوزون ومن تقطعت بهم السبل في ديار الغربة.
لا عطلة رسمية في العيد
ورغم أن فرنسا لا تمنح المسلمين أياما و لا حتى يوما واحد إجازة، لأن الأعياد الإسلامية ليست مدرجة ضمن قائمة أيام الإجازات الرّسميّة في فرنسا، لكن المدارس مثلا تغض الطرف عن غيابات التلاميذ المسلمين يوم العيد، أيضا في العادة فإن الكثير من الموظفين المسلمين يأخذون إجازة في يوم العيد.
اقرأ أيضا: الطقوس المغاربية تخيم على أجواء عيد الأضحى المبارك في فرنسا
ولكن ولحسن الحظ في هذا العيد فقد تصادف مع يوم العطلة الأسبوعية “الأحد”، ما يعطي مجالا واسعا للجالية المسلمة للاحتفال بكثافة بعيد الأضحى المبارك.
وما يميز العيد في فرنسا مقارنة مع الكثير من الدول الأوروبية، خاصة في التجمعات المسلمة أنها أجواؤه، قريبة جدا لأجواء العيد في الوطن، خاصة الجاليات المغاربية “الجزائر، المغرب، تونس” حيث يتواجد أكثر من 4 مليون مسلم من هذه الدول الثلاث في فرنسا.