أخبار العرب في أوروبا- متابعات
كشفت نتائج استطلاع رأي حديث نشرته جامعة برينستون الأمريكية الأسبوع الماضي، عن رغبة ثلث سكان المغرب في الهجرة من البلاد.
الاستطلاع الذي أجراه معهد “الباروميتر العربي” ومقره في الجامعة الأمريكية، فإن الكثير من المغاربة يتشاركون الرغبة في مغادرة بلادهم.
ووفقا للاستطلاع، فإنه من بين مجموعة مكونة من 2400 مغربي شملهم الاستطلاع، فإن 35% “يفكرون في مغادرة بلادهم”.
بينما قال أكثر من النصف (53%) إنهم سيفعلون ذلك “حتى لو لم يكن لديهم المستندات المطلوبة”، وهذا يعني الهجرة بطريقة غير شرعية.
وبالنسبة للدول التي يطمح هؤلاء الشبان في الوصول إليها، تأتي الولايات المتحدة في المركز الأول (26%)، ثم فرنسا وكندا (23%)، وإيطاليا وإسبانيا (22% لكل منهما)، وألمانيا (19%).
الهجرة لأسباب اقتصادية
بحسب المعهد، فإن أفكار الهجرة من البلاد تؤثر على الفئات الأكثر فقرا (64%)، والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما.
وقال المعهد إن غالبية هؤلاء الأشخاص (45%) يرغبون في مغادرة البلاد “لأسباب اقتصادية”.
ورغم توفر وضع اقتصادي أفضل من العديد من الدول الأفريقية، إلا أن المملكة المغربية لاتزال تكافح للتعافي من صدمة جائحة كورونا.
كما شكّل زلزال 8 أيلول/سبتمبر 2023، الذي أودى بحياة 3 آلاف شخص وشرّد 15 ألفا آخرين، صدمة جديدة.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن ثلث المغاربة يعتثدون بأن الوضع الاقتصادي في بلادهم جيد جدا أو جيد. وهو أقل بكثير من النسبة المسجلة في عام 2016، والتي كانت 66%.
ارتفاع كبير في الأسعار
وشهد المغرب ارتفاعا كبيرا في التضخم خلال الفترة الماضية-على سبيل المثال- في الربع الأول من العام 2023، بلغت النسبة 9.4%، مقابل 4% في نفس الفترة من عام 2022، مصحوبا بارتفاع واضح في أسعار الوقود (+42%) وأسعار المواد الغذائية (+18.2%). ما يمثل أعلى مستوى له منذ 30 عاما.
اقرأ أيضا: المغرب يتصدر الوجهات السياحية للفرنسيين
هذا الارتفاع في الأسعار يؤثر في المقام الأول على المغاربة الفقراء، باعتبارهم “الأكثر عرضة للتضخم في أسعار المواد الغذائية والسكن والخدمات العامة”، حسبما يشير تقرير “أبطال التضخم”، الذي أعدته منظمة “أوكسفام” غير الحكومية.
دخول 3.2 مليون مغربي إضافي في براثن الفقر
وبحسب “أوكسفام” فإن قرابة 3.2 مغربي إضافي دخلوا في نهاية عام 2022، في براثن الفقر أو الضعف.
وشكل هذا العام تراجعا كبيرا يعادل ثماني سنوات من الجهود المبذولة للقضاء على الفقر والضعف”، كما علقت
أما البطالة، وهي عامل آخر يدفع المغاربة إلى التفكير في العمل خارج البلاد، فقد ارتفعت من 11.8 إلى 13% بين عامي 2022 و2023.
ومرة أخرى، أثر هذا الانخفاض في معدل النشاط بشكل خاص على المناطق الريفية، مع فقدان 198 ألف وظيفة.
غياب التأشيرة تدفع المغاربة للهجرة غير القانونية
وبسبب عدم وجود التأشيرات اللازمة للهجرة و للهروب من هذا الوضع الصعب، يسلك الآلاف من المغاربة بشكل غير قانوني طرق الهجرة البحرية المؤدية إلى إسبانيا عبر جزر الكناري.
ويمثل المغرب البلد الأصلي الرئيسي للمهاجرين الوافدين إلى الأرخبيل الإسباني، مع السنغال وغينيا كوناكري.
كما يسلك المغاربة طريق بحر البوران الذي يصل بهم إلى مقاطعة الأندلس. ويحاول بضع مئات من الأشخاص أيضا السباحة للوصول إلى الجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية، اللذين يشكلان الحدود البرية الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي وقارة أفريقيا.
ووفقا للمعهد الوطني الإسباني للإحصاء فقد وصل العام الماضي 28 ألفا و 800 مغربي إلى إسبانيا، وهي الجنسية الثالثة بعد الكولومبيين (42.600) والفنزويليين (27.300)، وفقا للمعهد الوطني الإسباني للإحصاء.