أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في فرنسا نهاية الشهر الجاري، سُجل زيادة ملحوظا في الأعمال المناهضة للمهاجرين في شمال البلاد، بحسب ما تؤكده جمعيات تساعد المهاجرين.
يأتي هذا في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي الى تقدم كبير في نوايا التوصيت لصالح حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف.
وأدانت الجمعيات الآراء والأفعال العنصرية ضد المهاجرين، مشيرة إلى أن تم تسجيل العديد من الحوادث في الأيام الأخيرة.
في هذا السياق، أعربت عن “كلير ميلوت” نائبة رئيس جمعية سلام لمساعدة المهاجرين، عن استيائها من الوضع في شمال فرنسا.
وقالت في تصريحات صحافية، أمس الجمعة:”منذ سنوات تحاول السيدة بوشار (عمدة كاليه) إخافة الناس، قائلة أطفالكم في خطر، لكن ما هو هذا الخطر؟ لن يختطف المهاجرون الأطفال (الفرنسيين) قبل مغادرتهم (عبر المانش)! إن الإدلاء بهذا النوع من التصريحات أمر غير مسؤول. والآن، انظر إلى الوضع”.
وهذا الوضع الذي تشير إليه المتطوعة يحدث على بعد 50 كيلومترا، في دونكيرك، وبشكل أكثر دقة، في مخيم “لون بلاج” حيث يعيش مئات المهاجرين.
وخلال ليلة 13 إلى 14 حزيران/يونيو الجاري، تم تلويث الخزان الذي يزود المهاجرين بمياه الشرب عمدا بواسطة شخص من خارج المخيم، حيث تم وضع سائل أزرق في الخزان.
تقول كلير ميلو في هذا الصدد:”لقد كان هناك مذاق حلو، كما أخبرنا الشهود، وليست السلطات هي المسؤولة عن ذلك، ونعتقد أنه عمل معزول”، لافتة إلى أنه تم تقديم شكوى وإرسال زجاجة من المياه للتحليل.
أضافت: “لا أعتقد، ولا آمل، أن يكون هذا سما. لكن مع ذلك، الرسالة واضحة. لا حاجة لشرح ذلك”.
وأكدت بالقول: “نعن، نحن خائفون من هذه الأعمال العنصرية، نحن خائفون مما يمكن أن يفعله بعض الناس بالمهاجرين”.
وفي شمال فرنسا بين مدينتي كاليه ودونكيرك على وجه الخصوص، ينتظر آلاف المهاجرين الحالمين بالوصول إلى بريطانيا منذ سنوات، تدهورت العلاقات بين المهاجرين والسكان المحليين.
تجذر اليمين
وتجذر اليمين المتطرف تدريجيا في هذه المنطقة، التي أصبحت بالنسبة للمسؤولين التنفيذيين في حزب التجمع الوطني، رمزا “للهجرة غير المنضبطة”.
علما أنه في كاليه -على سبيل المثال- منح الناخبون مارين لوبان، رئيسة حزب “الجبهة الوطنية” اصواتا بنسبة 57% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، وبعد خمس سنوات، حصلت على 61% من الأصوات.
وتكرر ذلك في الانتخابات الأوروبية هذه الشهر، حيث ارتفعت الأصوات من 41% في عام 2019، وفاز جوردان بارديلا، رئيس حزب الجبهة الوطنية، بأكثر من 50% في انتخابات 2024 في مدينة كاليه.
اعتداءات ضد المهاجرين
وتشهد المنطقة اختراقا لليمين المتطرف وسط تصاعدا للخطاب العنصري، مما يدفع الجمعيات إلى توخي الحذر أثناء تنقلهم وأثناء حمايتهم للمهاجرين.
تقول “جولييت ديلابلاس”من منظمة الإغاثة الكاثوليكية في كاليه، “لقد تلقيت شهادات من أشخاص مهاجرين تم رشهم بمواد كيميائية في محطة للحافلات مساء يوم 9 حزيران/يونيو. أخبرني آخر أنه أُلقيت عليه كيساً بداخله سائل قذر”.
كما تحدث متطوعون آخرون عن إلقاء الحجارة أمام مقر منظمة الإغاثة الكاثوليكية، حيث تباطأت سيارة بالقرب من الجمعية وقام أفراد بإلقاء مقذوفات على المهاجرين الذين كانوا على الرصيف.
بدوره، أكد بيير روك من جمعية “أوبيرج دي ميغرانتس”، بالقول “على مدى أسبوعين، لاحظنا وقوع حوادث، ونعتقد أن هذه الأحداث مرتبطة بناخبي حزب الجبهة الوطنية، الذين يعتقدون أنهم فازوا مقدما، سيكون من الغريب عدم ربطها (هذه الأحداث) بالانتخابات التشريعية، أليس كذلك؟”.
أضاف: “أنه أمر محزن، هؤلاء هم بالتأكيد أشخاص يشعرون بالانتقاص من مكانتهم، فيقررون الانقلاب على أشخاص أكثر ضعفاً منهم”.
كذلك، تغطية جدران مبنى مهجور كان يعيش فيه مهاجرون في السابق، في كاليه، بعلامات عنصرية.
اقرأ أيضا: 3 استطلاعات تكشف المتصدر في نوايا التصويت للانتخابات الفرنسية
كما كتبت رسائل باللون الأسود على جدار أبيض:”اخرجوا أو سنحرقكم” .
وكان جوردان بارديلا رئيس حزب التجمع الوطني المتطرف أنه إذا أصبح رئيسا للوزراء في تموز/يوليو المقبل فإن “مسألة الهجرة ومراقبة الحدود” ستكون “إحدى أولوياته”.
وأكد أن على رأس جدول الأعمال “قانون الطوارئ”، الذي يهدف بشكل خاص إلى تسهيل وتسريع عمليات الإخلاء. كما أنه سيجعل من الممكن إلغاء قانون “حق الأرض”، والمساعدة الطبية الحكومية “AME”.