أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا
أفادت وسائل إعلام بريطانية، أمس الجمعة، بأن سفينة تابعة للبحرية البريطانية قامت بإعادة مهاجرين إلى فرنسا بعد أن تم إنقاذهم في بحر المانش، يوم الأربعاء الماضي، مؤكدة أنها تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها القيام بعملية من هذا النوع.
وأضافت بأن الدورية البريطانية إعادت إلى فرنسا 13 مهاجرا تم إنقاذهم بعدما غرق قارب كانوا على متنه في المانش، مشيرة إلى مهاجرا توفي في اليوم التالي، بعد أن واجه القارب الذي كان على متنه صعوبات أثناء عبور بحر المانش، فيما تم إنقاذ 59 آخرين كانوا على متن القارب ذاته.
في السياق، أوضحت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال (بريمار) الفرنسية في بيان صحفي أنه في نهاية يوم الأربعاء، واجه قارب مهاجرين صعوبة أثناء محاولته عبور بحر المانش باتجاه المملكة المتحدة، حيث أبلغ زورق دورية فرنسية “أن أنابيب قارب مهاجرين قريب منه” قد فرغت للتو، وأن المهاجرين سقطوا “في الماء”
البيان أكد أن العملية أسفرت عن إنقاذ 59 مهاجرا من قبل زورق الدورية الفرنسي، و13 مهاجرا من قبل دورية تابعة للبحرية البريطانية، فيما لقي مهاجر حتفه بعد أن فشلت محاولات إنعاشه.
وقالت فيرونيك ماجنين، المتحدثة السابقة باسم المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال في تصريحات صحافية حول إعادة دورية بريطانية لمهاجرين، والتي تابعت العمليات في ذلك اليوم:”لم تكن المرة الأولى التي تتدخل فيها وسيلة بريطانية في المياه الفرنسية. ولكن لأسباب تشغيلية، طُلب من الدورية البريطانية التوجه إلى ميناء فرنسي، في هذه الحالة ميناء كاليه. وهذا الأمر بالتحديد (إنزال دورية بريطانية لمهاجرين في ميناء فرنسا) يحدث للمرة الأولى”.
وأوضحت:”هذه هي القاعدة في عمليات الإنقاذ: نتوجه إلى أقرب ميناء آمن، سواء كان فرنسيا أو بريطانيا. عادة، وعندما تكون هناك دوريات بريطانية وفرنسية تنفذ عملية إنقاذ في نفس المكان”.
وقالت:”كنا نفضل نقل المهاجرين من زورق إلى آخر (فرنسي إلى بريطاني أو العكس)، بناء على وضع القارب الذي يحتوي على متسع أكبر، أو العائلات المتفرقة التي نجمع شملها في قارب واحد. وعلى هذا الأساس، تقوم مراكز العمليات الفرنسية والبريطانية بالتنسيق فيما بينها”.
وأكدت أنه في حالة يوم الأربعاء، كان هناك شخص ميت على متن الزورق الفرنسي، وكان الفريق يحاول إنقاذ المهاجرين الناجين، لذلك، و”لكي تكون رعاية الأشخاص الآخرين الذين كانوا في السفينة أسرع”، طلب مركز “غري ني” الإقليمي للمراقبة والإنقاذ (CROSS) من البريطانيين إنزال المهاجرين في كاليه.
ويشهد هذا العام توافد أعداد غير مسبوقة من قوارب المهاجرين إلى بريطانيا حيث وصل 17 ألفا و 759 مهاجرا في الفترة ما بين 1 كانون الثاني/يناير و16 تموز/يوليو الجاري.
وفي حديثه الخميس في قمة المجموعة السياسية الأوروبية، قال رئيس الحكومة البريطانية الجديدة كير ستارمر: “في الأسبوع الماضي، فقدت أربعة أرواح أخرى، وشخص آخر الليلة الماضية في مياه المانش، وهو تذكير مروع بالتكلفة البشرية لهذه التجارة الدنيئة”.
علما أن عدد المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في المانش، منذ مطلع العام الجاري، إلى 21 مهاجرا.
وكانت الحكومة البريطانية الجديدة أطلقت قيادة لأمن الحدود، والتي وصفتها وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بأنها الأولوية الأولى لحزب العمال فيما يتعلق بالهجرة.
اقرأ أيضا: وفاة مهاجر وإنقاذ عشرات آخرين قبالة سواحل مصر
وتهدف إلى قمع عصابات تهريب البشر التي تنظم عمليات العبور، وستكون لها صلاحيات وحدات مكافحة الإرهاب. ومن المتوقع أن يتم تعيين قائد للوحدة خلال الأسابيع المقبلة.
جدير بالذكر أن عمليات عبور المانش خطيرة جدا، فالقوارب التي يستخدمها المهربون ردئية جدا وغير مناسبة لهذه الرحلات، لا سيما وأنها تكون مكتظة بالمهاجرين.
أيضا يعد هذا القطاع البحري من أكثر المناطق ازدحاما في العالم، حيث تمر عبره أكثر من 600 سفينة تجارية يوميا، وفقا للمحافظة البحرية الفرنسية.
وهذا يجعل قوارب المهاجرين عرضه لخطر الاصطدام بسفن الشحن الكبيرة، بالإضافة إلى التيارات البحرية القوية، ودرجات حرارة المياه المنخفضة التي لا تتجاوز 10 درجات في الشتاء، وهو ما قد يتسبب بالوفاة بسرعة في حالة سقوط المهاجرين في الماء.