أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
أصدرت المحكمة الإدارية العليا في ولاية شمال الراين غربي ألمانيا، حكما برفض منح صفة لاجئ أو حق الحماية الفرعية لطالب لجوء سوري، مبررة قرارها بـ “عدم وجود خطر يهدد حياة المدنيين في سوريا”.
وقالت المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر في بيان أمس الأثنين، إنها رفضت استئنافا تقدم به طالب لجوء سوري يعترض فيه على رفض منحه حق الحماية الفرعية.
وأشارت المحكمة إلى أنه كان أحد أسباب التي قدمها القاضي هو أن “المدنيين في سوريا لم يعودوا يواجهون تهديدا خطيرا على الحياة والأطراف من العنف التعسفي نتيجة للحرب الأهلية”.
ووفقا لرأي القاضي الذي أصدر الحكم لم تعد حياة المدنيين في سوريا مهددة بشكل جدي.
وبحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن الحكم الصادر “يؤسس لتغيير في التعامل مع السوريين في ألمانيا” مشيرة إلى أن الكثير من السوريين في ألمانيا حصلوا على حق الحماية الثانوية الذي يعني أنه لم يُعترف بهم كلاجئين ولكن مع ذلك يُسمح لهم بالبقاء في ألمانيا بسبب ظروف الحرب في بلادهم.
كذلك، فإن الحكم- بحسب الإعلام الألماني- من شأن أن يجعل حصول المواطنين السوريين على حق اللجوء في ألمانيا أصعب.
كما تمكن أهمية حكم محكمة مونستر أنه أول حكم من محكمة عليا لا يرى أن الحرب في سوريا تشكل خطرا حقيقيا على المدنيين.
ورغم وجود مناوشات بين تركيا والوحدات الكردية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، ووجود بعض الهجمات من قبل تنظيم “داعش” من حين لآخر فإن هذا لا يجعل المدنيين يخشون على حياتهم.
وينحدر المدعي من محافظة الحسكة. وترى المحكمة أنه لا يحق لمقدم الطلب السوري الحصول على حماية فرعية، وذلك لأنه “في محافظة الحسكة، وكذلك في سوريا بشكل عام، لم يعد هناك تهديد خطير وفردي على الحياة”.
وفي القضية المرفوعة، رأى القاضي أن صاحب الدعوى متورط في جرائم تهريب بشر من تركيا إلى ألمانيا وكان حكم عليه بالسجن لعدة سنوات في النمسا. وتحديدا لهذا السبب رأى القاضي أنه يجب عدم منح صاحب الدعوى حق الحماية الثانوية. علما أن حكم المحكمة لايزال غير نهائي.
وأكدت المحكمة أنه “مستبعد بالتالي من الحصول على الحماية الثانوية بسبب الجرائم الجنائية التي ارتكبها”. مشيرة إلى أن “المدعي كان قد لجأ إلى المحكمة لأنه أراد الحصول على وضع الحماية الكامل كلاجئ معترف به”.
ويمنح المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا (BAMF)، حق “الحماية الفرعية” للأشخاص الذين لا يحصلون على حق اللجوء، لكن لا يمكنهم العودة إلى بلدهم الأصلي بسبب احتمال تعرضهم لوقوع ضرر جسيم هناك.
مطالبات بإنهاء منح الحماية للسوريين
وخلال الفترة الأخيرة، طالب اتحاد البلديات الألمانية، و”الاتحاد المسيحي” بإنهاء وضع الحماية الفرعية للاجئين وإعادة تقييم الوضع في كل من سوريا وأفغانستان وتصنيف بعض المناطق على أنها آمنة، من أجل ترحيل طالبي اللجوء أو حاملي إقامة الحماية ومن لم يُمنح صفة اللجوء إلى تلك المناطق.
اقرأ أيضا: دراسة تظهر انخفاضا حادا في الإنتاج الصناعي بألمانيا وفرنسا
لكن وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر رفضت تلك الدعوات، مؤكدة أن “الحماية صحيحة لأننا نعلم أن الناس هناك ما يزالون يتعرضون للاضطهاد الشديد”.
أيضا رفضت منظمة “برو أزول” الألمانية، المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين، هذه المطالبات، معتبرة أن “ذلك يؤدي إلى زيادة سطوة نظام بشار الأسد”.