تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

السلطات تدق ناقوس الخطر.. المافيا الهولندية تتمدد إلى ألمانيا

أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا

بعد أن شهدت ألمانيا عمليات خطف وتعذيب وتفجيرات ماكينات الصراف الآلي مؤخرا، شرعت الشرطة الألمانية في التحذير من مخاطر انتشار مجموعات الجريمة المنظمة الهولندية في البلاد، فيما يحذر خبراء من التباطؤ في مواجهة هذه العصابات.

وتتزايد المخاوف في ألمانيا من اندلاع حرب محتملة بين عصابات المافيا الهولندية والألمانية، عقب إحباط صفقة مخدرات أسفرت عن خطف وتعذيب رجل وامرأة غرب ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر.

وأفادت تقارير صحافية ألمانية، أمس السبت، أن الشرطة في مدينة كولونيا بولاية شمال الراين وستفاليا، تمكنت من تحرير رجل وسيدة فيما يُعتقد أنهما كانا ينتميان إلى إحدى عصابات الجريمة المنظمة في ألمانيا.

وذكرت قناة “دويتشه فيله” التلفزيونية الألمانية، أن العملية أدت إلى اعتقال أربعة أشخاص ومداهمات طالت ستة منازل في المدينة أسفرت عن القبض على شخصين اثنين.

وأشارت القناة إلى أن ولاية شمال الراين شهدت أيضا خلال الأسابيع الماضية تفجيرات مرتبطة بمحاولات سرقة أموال من ماكينات الصراف الآلي فيما يشتبه بتورط جماعة “موكرو مافيا” الإجرامية في تنفيذ هذه الأعمال.

نشأت داخل الجالية المغربية

وتطلق وسائل الإعلام في ألمانيا وهولندا اسم “موكرو مافيا” على مجموعات الجريمة المنظمة التي نشأت في الأصل داخل الجالية المغربية – الهولندية في تسعينيات القرن الماضي.

وتشتهر المافيا الهولندية بكونها واحدة من كبرى شبكات الجريمة المنظمة التي يقدر عددها بأكثر من 820 شبكة في أنحاء أوروبا وتضم 25 ألفا، بحسب بيانات وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في إنفاذ القانون (يوروبول).

وخلال السنوات الماضية، ذاع صيت عصابة “موكرو مافيا” لدرجة جعلتها موضوعا لمسلسل هولندي ناجح بات الآن في موسمه السادس وأصبح يُبث في ألمانيا.

ورغم ذلك، فإن خبراء الجريمة والشرطة يتفقون على أن عصابة “موكرو مافيا” لم تعد ذات هوية عرقية واحدة.

في هذا السياق، تنقل “دويتشه فيله” عن ديرك بيغلو، رئيس رابطة المحققين الجنائيين الألمان، قوله، إن عصابة “موكرو مافيا” بدأت في “استيراد الحشيش إلى هولندا في التسعينيات، ثم توسعت أعمالها بعد ذلك ليشمل استيراد الكوكايين. لذا يمكن القول إننا نواجه عصابة يعود تأسيسها لعقود”.

فيما يقول خبراء الأمن إن عصابة “موكرو مافيا” تعد أكثر ميلا للعنف بشكل ملحوظ مقارنة بعصابات الجريمة المنظمة في ألمانيا.

غرف تعذيب

وتناقلت وسائل إعلام قصصا عن وجود غرف للتعذيب وعمليات قتل خارج الحانات وحتى وصل الأمر إلى مزاعم وجود مؤامرة لخطف وريثة العرش الهولندي الأميرة أماليا البالغة من العمر 18 عاما.

وأشار سيريل فيجنوت، أحد أبرز خبراء الجريمة في هولندا، إلى أن رجال “موكرو مافيا” يقتلون ما بين 10 إلى 20 شخصا سنويا.

رغم عمليات القبض والإدانات القضائية، إلا أن خبراء يشيرون إلى تنامي قوة العصابات الإجرامية في ألمانيا.

نشاط في شمال الرين

يقول ديرك بيغلو، رئيس رابطة المحققين الجنائيين الألمان، “لقد رصدنا في ولاية شمال الراين -وفستفاليا تزايد نشاط هذه المجموعة الإجرامية التي لم تعد تخفي وجهها الوحشي في أنشطتها الإجرامية بما في ذلك إصابة المارة الأبرياء أو حتى قتلهم”.

ورغم أن واقعة الخطف التي كانت مدينة كولونيا مسرحها تنذر بحدوث صرعات بين المجموعات الإجرامية الهولندية والألمانية، إلا أنه يبدو أن هذه الشبكات تتعاون حيث تستورد العصابات الألمانية الكوكايين والهيروين من العصابات الهولندية.

ولا يعرف خبراء الأمن بداية قدوم عناصر “موكرو مافيا” إلى ألمانيا أو حتى الجرائم التي تورطت بها في ألمانيا وهل كان الأمر مرتبطا بأوامر من عصابات هولندية.

اقرأ أيضا: خلال مداهمة عصابات المافيا.. الشرطة الإيطالية تصادر 130 مليون يورو

ومع ذلك، قالت الشرطة في ألمانيا وهولندا إنها تمكنت من جمع المزيد من المعلومات حول شبكات الجريمة المنظمة الدولية، بعد رصد محادثات عبر تطبيقات الدردشة.

ويحذر بيغلو من أن الحكومة الألمانية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لدعم الشرطة لمنع انتشار عصابات الجريمة المنظمة الهولندية إلى ألمانيا.

وقال “لا يمكننا في ألمانيا الانتظار حتى يتم إنشاء هياكل (إجرامية) مماثلة على غرار هولندا، مضيفا:”علينا أن نعمل بشكل وثيق مع الشرطة الهولندية لمنع تكرار وقوع حوادث مثل تلك التي وقعت مؤخرا في ولاية شمال الراين لتصبح فيما ما بعد أمرا عاديا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى