أخبار العرب في أوروبا- بلجيكا
هناك الكثير من المدن الأوروبية المعروفة مثل باريس وبروكسل وفيينا وجنيف، لكن المدن الأوروبية غير المشهورة، تعرض للسائح تجارب مميزة ليست أقل متعة وجمالا من أخواتها الشهيرات، من خلال التميز بطابعها المحلّي الأصيل .
تبرز المدن غير المشهورة على قائمة الوجهات السياحية الأوروبية من خلال المأكولات المقدمة والفعاليات والمناسبات الاحتفالية فيها، فضلا عن الأجواء العامة التي تعطي للسائح إمكانية حقيقية للتعرُّف على الحضارة والثقافة المحلية الأصلية.
من بين هذه المدن “غنت” (Gent) والتي تعتبر من أجمل مدن بلجيكا، كونها نموذج مثالي لمدينة أوروبية حافظت على تاريخها من خلال معالمها التاريخية المميزة، وكذلك ومن خلال مبانيها الجميلة التي تعرض الطراز “الفلامي” التابع لسكان الشمال في بلجيكا.
من أغنى مدن الشمال الأوروبي
”غنت” هي أكبر مدينة في مقاطعة “فلاندرز” الشرقية وأكبر بلدية في بلجيكا بعد “أنتويرب”. بدأت المدينة كمستوطنة عند ملتقى نهري “شيلت” و” اليس”، وفي أواخر العصور الوسطى، أصبحت واحدة من مدن شمال أوروبا الأغنى.
تقع المدينة على بعد حوالي 50 كم شمال غربي العاصمة بروكسل، يبلغ عدد سكانها أكثر من ربع مليون نسمة، فيما عدد الطلاب الدارسين فيها يتجاوز الـ 50 ألف طالب حيث تتواجد فيها الجامعة الرئيسية في بلجيكا، وقربها من بروكسل يجعل الوصول إليها سهلا.
يعد مناخ المدينة معتدل يميل للدفء، مع هطول الأمطار على مدار العام، علما بأنّ يوليو/تموز هو الشهر الأكثر حرارة في ”غنت” إذ تصل الحرارة إلى 23 درجة مئوية، ويناير/كانون الثاني هو الأبرد، مع متوسط للحرارة يسجّل 4 درجات مئوية.
بالإضافة لذلك، تشمل المدنية إمكانية تناول الطعام المحلي الرائع من خلال المقاهي والمطاعم البسيطة جميلة الأجواء، إلا أن أهم ما يميز “غنت” أنك تستنشق هواء نظيف، إذ أنّ مركز المدينة يخلو من السيارات منذ سنة 1996، الذي جاء ضمن جهود السلطات المحلية الرامية إلى التخلّص من زحام المرور وتحسين نوعية الهواء.
الزائر للمدينة ستكون له فرصة لركوب أحد القوارب الكهربائية، إذ تخفّف القوارب المذكورة الجلبة، كما تفعل الدراجات الهوائية، كما أن السير في أحياء المدينة مساءً، بين المباني المُضاءة له طابع يسحر الزائر لجمال المنظر.
أهم معالم المدينة
-السوق القديم ويقطع وسط المدينة وكان سوقا للماشية، وتحوّل لاحقا لتجارة السمك، وحتى اليوم لا يزال يشار للمنطقة بـ”بيت الصياد”، وفي القرن الثامن عشر أصبحت المنطقة سوقا للخضراوات .
– حصن“غرايفنستين” بُني بين عام 1180 م بأمر من “فيليب ألزاس”، على غرار القلاع الصليبية، والحصن لا يزال حتّى اليوم يمثّل مثالا فريدا للفن الأوروبي العائد إلى العصور الوسطى.
وخلال القرن الرابع عشر، توقّف الحصن عن القيام بوظيفة عسكريّة، وفي سنة 1885م اشترته المدينة، وبدأت مشروع التجديد داخل الحصن، وضمن الحصن يوجد حاليا متحف يعرض أجهزة التعذيب، التي كانت تستخدم تاريخيا في ”غنت”.
اقرأ أيضا: “بلد الأساطير”.. أبرز 6 جزر ساحرة في اليونان تعرف عليها
– برج “بلفري” ويرتفع لـ 91 مترا. ويمثّل البرج رمزا لاستقلال المدينة، وهو واحد من ثلاثة أبراج من القرون الوسطى تطلّ على وسط مدينة “غنت” القديمة، فيما الآخران ينتميان إلى صرحي “سان بافو” و”القديس نيكولاس” الدينيين.
– متحف “غنت” ويعرض مجموعة تتتبع تراث وثقافة المدينة، بما في ذلك المجوهرات والأسلحة والمنسوجات والكتب واللوحات والأيقونات الدينية والسيراميك.
كما تتميز المدينة بالمباني المعمارية الرائعة الممتدة منذ القرون الوسطى، حيث تعتبر دليل رائع على المزج بين رفاهية العيش والتاريخ، بالإضافة إلى أنها تضم العديد من الكنائس التاريخية، من بينها كنيسة القديس يعقوب، وسان نيكولا، وكنيسة سانت مايكل، فضلا عن القاعة الكبرى بالجامعة ودار الأوبرا.
أما النباتيين فلهم من مدينة “غنت” النصيب الأكبر، إذ تضم المدينة أكبر عدد من المطاعم النباتية في العالم، كذلك تمتلك المدينة عددا من الحدائق التي تجعلها محط جذب للسياح من كل أنحاء العالم، ومن من أبرز هذه الحدائق المحمية الطبيعية، وحديقة الترفيه، ومنتزه هيمبارك، ومنتزه مولنفيفر بارك.