أخبار العرب في أوروبا- هولندا
نظم المئات من السوريين أمس الأول الاثنين مظاهرة حاشدة في وسط مدينة أوتريخت، إحدى أكبر المدن الهولندية، احتجاجا على خطط الحكومة الهولندية الجديدة لترحيلهم إلى سوريا.
وقد جاءت هذه المظاهرة في ظل تصاعد الضغوط السياسية داخل هولندا بشأن وضع اللاجئين السوريين.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المئات من السوريين وهم يحملون الأعلام السورية في شوارع المدينة الهولندية.
وردد المتظاهرون شعارات مطالبة بإسقاط النظام السوري، رافضين فكرة أن تكون سوريا آمنة للعودة في ظل تقارير عن الاعتداءات والاحتجازات التعسفية بحق عائدين إلى مناطق النظام والقوى المتحالفة معه.
وقال أسامة الملوحي، مستشار فريق (أحرار هولندا) في تصريحات صحافية “عملنا على تنظيم هذه المظاهرة منذ شهر لجمع السوريين الأحرار حول قضيتهم العادلة، والتي تتعلق بالبحث عن الحرية والكرامة”.
وأضاف:“هولندا بلد ديمقراطي، لكن هناك متطرفين يسعون للتنسيق مع نظام بشار الأسد لترويج فكرة وجود مناطق آمنة في سوريا، وهذا غير صحيح.”
وفي السياق ذاته، انتقد عامر الشامي، منسق المركز السوري للعدالة والمساءلة، الوضع الأمني في سوريا، قائلاً: “سوريا لم تكن آمنة في ظل نظام بشار الأسد الذي ارتكب جرائم قتل وتهجير، وأخفى العديد من السوريين بشكل تعسفي.”
وأوضح الشامي أن “هدف المظاهرة هو إرسال رسالة للحكومات التي تفكر في إعادة اللاجئين إلى بلدانهم بأن هذه الخطوة تعرضهم للخطر”.
من جانبها، أضافت ديما قادري، من منظمة الخوذ البيضاء، أن “سوريا ما زالت تعاني من هجمات النظام والقصف الروسي، حيث يُقتل الأطفال وتُدمر المنازل، ويختفي أكثر من 130 ألف شخص قسريًا. لا يجب الحديث عن عودة اللاجئين قبل تحقيق العدالة”
وتزايدت مؤخرا الدعوات في هولندا لترحيل السوريين، خصوصا بعد تصريحات ماروليين فابر، وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية، التي أعربت عن نيتها دراسة إمكانية تصنيف بعض المناطق في سوريا كـ”آمنة” بما يسمح بإعادة اللاجئين إليها.
اقرأ أيضا: هولندا.. فيلدرز يدعو لتصنيف أجزاء من سوريا كمناطق آمنة لتقليص اللجوء
وحاليا يترقب السوريون في هولندا يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري، المعروف بيوم “الميزانية”، حيث يتم خلاله إعداد الميزانية الوطنية وخطة الحكومة للعام المقبل، مع أملهم في أن تؤخذ قضاياهم بعين الاعتبار في القرارات القادمة.
وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 18 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار معظم البنى التحتية وتدمير مئات آلاف المنازل، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.