تقاريردول ومدن

“ميشيل بارنييه”.. من أصغر برلماني إلى أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا

أخبار العرب في أوروبا- فرنسا

في خطوة مفاجئة في الحياة السياسية الفرنسية، كلف الرئيس إيمانويل ماكرون ميشيل بارنييه بتشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة، وذلك بعد انتخابات تشريعية شهدت توازنا غير مسبوق بين الأحزاب، حيث لم تتمكن الكتل السياسية في الجمعية الوطنية (البرلمان) من الحصول على أغلبية مطلقة.

وأسفرت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في يوليو/تموز الماضي عن توازن غير معتاد في الجمعية الوطنية، حيث انقسمت المقاعد بين ثلاث كتل رئيسية: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم الأحزاب اليسارية ولديه أكثر من 190 مقعدا، يليه معسكر الرئاسة الذي حصل على 160 مقعدا، ثم التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يمتلك 140 مقعدا.

وفي بيان صادر عن قصر الإليزيه، أمس الخميس، أعلن الرئيس ماكرون تعيين بارنييه رئيسا للوزراء، مشيرا إلى أهمية تشكيل حكومة موحدة في ظل هذه الأجواء السياسية المتقلبة.

وقال بارنييه في أول خطاب له بعد التعيين: “الفرنسيون يحتاجون اليوم إلى الاحترام والوحدة والتراضي”، داعيا إلى العمل من أجل مصلحة البلاد.

مسيرة بارنييه

يعتبر ميشيل بارنييه، البالغ من العمر 73 عاما، شخصية بارزة في الساحة السياسية الفرنسية. فقد بدأ مسيرته السياسية مبكرا، حيث انتُخب عضوا في البرلمان الفرنسي عام 1978 وعمره 27 عاما، ليكون أصغر عضو في تاريخ الجمعية الوطنية.

كما شغل العديد من المناصب الوزارية خلال فترات مختلفة من تاريخ فرنسا تحت رئاسة فرنسوا ميتران، جاك شيراك، ونيكولا ساركوزي.

ويعد بارنييه من أشد المعجبين بأوروبا، هو عضو في حزب الجمهوريين الذي يمثل اليمين التقليدي، ومعروف على الساحة الدولية لدوره في التوسط في خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويتمتع بارنييه بخبرة تمتد 40 عاما في السياسة الفرنسية والأوروبية، وقد شغل مناصب وزارية مختلفة في فرنسا، بما في ذلك مناصب وزراء الخارجية والزراعة والبيئة.

كذلك شغل مرتين منصب مفوض أوروبي ومستشار لرئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.

ردود فعل الشارع السياسي

وتباينت ردود الفعل على تعيين بارنييه رئيسا للحكومة. مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، صرحت أن دعمها لبارنييه سيتوقف على برنامجه السياسي.

في المقابل، انتقد أوليفييه فاور، زعيم الحزب الاشتراكي، التعيين، معتبرا إياه إنكارا للديمقراطية ودخولا في أزمة نظام.

من جهة أخرى، عبّر جان لوك ميلنشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي عن استيائه من تعيين بارنييه، قائلا إن هذا القرار يعكس تلاعبا سياسيا بالانتخابات.

دور بارنييه في الشؤون الأوروبية

على الصعيد الأوروبي، شغل بارنييه منصب مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات من 2010 إلى 2014، حيث قاد مفاوضات معقدة لتنظيم الأسواق المالية الأوروبية.

كما تولى في عام 2016 مهمة مفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المعروف ببريكست.

تجربة انتخابية غير مكتملة

وكان بارنييه أعلن في عام 2021، ترشحه للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري، لكنه لم يتمكن من الحصول على الدعم الكافي داخل حزبه، مما أدى إلى انتهاء تجربته الانتخابية بشكل مبكر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى