أخبار العرب في أوروبا- السويد
تزايدت معدلات البطالة في السويد خلال عام الجاري 2024، الأمر الذي زادة بدوره من التحديات الاقتصادية والاجتماعية على الأفراد والأسر المقيمة في البلاد.
هذه الأزمة لم تقتصر على التأثير المباشر على العمالة فقط، بل امتدت لتؤثر على ملفات الهجرة ولم الشمل، حيث بدأت مصلحة الهجرة السويدية في رفض آلاف طلبات لم الشمل بسبب عدم استيفاء المتقدمين لشروط الإعالة المطلوبة.
قصص أفراد متضررين: توفيق نموذجا
“توفيق”، الذي عاش في السويد لمدة تسع سنوات، يروي تجربته الشخصية التي توضح مدى تأثير البطالة على فرصه في لم شمل عائلته.
يقول توفيق في تصريح لوسائل إعلام سويدية:”تعرضت للفصل من عملي، ولا أعلم ما سيحدث لطلب لم الشمل الذي تقدمت به”.
وكان توفيق يأمل في إحضار زوجته التي تعيش في سوريا، ولكن فقدانه لوظيفته جعله يشعر بالقلق حول مستقبل هذا الطلب.
شروط صارمة لقبول طلبات لم الشمل
وتشترط السلطات السويدية أن يكون الشخص الذي يقدم على طلب لم شمل قادرا على إعالة نفسه وأسرته.
ومن بين هذه الشروط توفير سكن مناسب ودخل ثابت يكفي لتغطية احتياجات الأسرة.
في عام 2024، مثلا، يجب أن يكون لدى المقيم 10,061 كرونة سويدية شهريا بعد دفع الإيجار إذا كان متزوجا أو يعيش مع شريك.
وهذه الشروط تصبح عائقا كبيرا للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو لا يمتلكون عقود عمل ثابتة.
إحصائيات طلبات لم الشمل لعام 2024
بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2024، عالجت مصلحة الهجرة السويدية حوالي 19,000 طلب لم الشمل.
تقول مصلحة الهجرة إنه تمت الموافقة على 10,710 طلبات، فيما تم رفض ما يقارب 8,000 طلب.
هذه الأرقام تبرز حجم التحديات التي يواجهها المهاجرون، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات البطالة.
فترة الانتظار وقلق المتقدمين
وإلى جانب الصعوبات المالية، يواجه المتقدمون بطلبات لم الشمل أيضا تحديات تتعلق بفترات الانتظار الطويلة.
بعض الملفات قد تحتاج إلى عامين قبل الحصول على قرار نهائي بشأن استقدام أفراد الأسرة إلى السويد.
وهذا ما يزيد من الضغط النفسي على المهاجرين، مثل “سمير”، الذي بات يعاني من التوتر حول مستقبله ومستقبل طلبه بعد فقدانه للعمل.
تحديات مستقبلية لطلبات لم الشمل
ومع استمرار أزمة البطالة في السويد، يصبح من الضروري إعادة النظر في سياسات الهجرة ولم الشمل.
اقرأ أيضا: الحكومة السويدية تقترح اختبار لغة إلزامي للمهاجرين
كذلك، تحسين الظروف الاقتصادية وإيجاد حلول لتوفير فرص عمل للمهاجرين قد يساعد في تخفيف هذه الأعباء عن كاهلهم، ويمنحهم فرصة لإعادة بناء حياتهم واستقدام أسرهم للعيش معا في أمان في السويد.