أخبار العرب في أوروبا-بروكسل
أعلنت المفوضية الأوروبية الجديدة قبل أيام، برئاسة أورسولا فون دير لاين، عن تشكيلتها التي تُعتبر الأكثر ميلا نحو اليمين منذ تأسيس الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب الصعود الملحوظ للأحزاب اليمينية في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو/حزيران الماضي.
وتتكون المفوضية من 15 مفوضا ينتمون إلى الحزب الشعبي الأوروبي، الذي يمثل تيار الوسط المحافظ، بالإضافة إلى 5 ليبراليين و4 اشتراكيين.
الأهم من ذلك، أن هناك اثنين من مفوضي اليمين المتطرف ومفوض مستقل واحد.
كما يتولى حزب “إخوان إيطاليا” الذي تترأسه جورجيا ميلوني، منصبا بارزا في التشكيلة الجديدة.
المناصب الحساسة
وعلى الرغم من تولي تيريزا ريبيرا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكية، منصب النائب التنفيذي الأول، فإن المفوضين من الأحزاب اليمينية يسيطرون على الحقائب الأكثر أهمية.
وتتشمل هذه الحقائب مجالات مثل الهجرة، والبيئة، والعلاقات مع دول الجوار، والسوق الداخلية، والأمن، والصحة، والتنمية الصناعية.
التحذيرات من الكتلة الاشتراكية
ووجهت الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي تحذيرات إلى فون دير لاين من أن أي جنوح نحو اليمين سيواجه معارضة شديدة، خاصة عند التصويت على الثقة من قبل اللجان البرلمانية.
كما أعرب الاشتراكيون عن قلقهم من تعيين رافايلّي فيتو من حزب “إخوان إيطاليا” في منصب نائب رئيسة المفوضية المكلف بسياسة الإصلاح، مشيرين إلى أن هذا التعيين يمثل مشكلة كبيرة
ولاية صعبة في ظل التحديات
ويتوقع أن تواجه فون دير لاين ولاية صعبة مليئة بالتحديات، من الحرب في أوكرانيا إلى أزمة المناخ، بالإضافة إلى التنافس الاقتصادي المتزايد مع الصين والولايات المتحدة.
وأكدت فون دير لاين أن أولويات المفوضية ستشمل تعزيز الرفاه والأمن والديمقراطية، ورفع مستوى القدرة التنافسية التي تُعتبر نقطة ضعف أساسية للاتحاد منذ سنوات.
مستجدات التشكيلة
ومن بين التغيرات الجديدة، تم إنشاء حقيبة للإسكان تحت إشراف الاشتراكي الدنماركي دان يورغنسن، وحقيبة للعلاقات مع دول البحر المتوسط تحت إشراف الكرواتية دوبرافكا سويكا، التي ستشرف أيضا على ملفات الهجرة.
كذلك، تم إدخال حقيبة جديدة للدفاع والفضاء تحت إشراف الليتواني أندريوس كوبيليوس.
بهذا الشكل، تشكل المفوضية الأوروبية الجديدة تحديا كبيرا في ظل التحولات السياسية الراهنة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه التغييرات على السياسات الأوروبية والحقوق الاجتماعية في السنوات المقبلة.
عملية الاختيار
تُرشح كل حكومات دول الاتحاد الأوروبي مرشحا أو مرشحة لها لمنصب في المفوضية الأوروبية.
لكن وفقا لما هو منصوص عليه في المعاهدات الأوروبية، فإن المفوضين الأوروبيين المستقبليين لا يُعتبرون ممثلين لدولهم. ويُلزمون بموجب قسم رسمي بالسعي لتحقيق المصالح الأوروبية.
ويعمل المفوضون كفريق واحد، إذ تتمتع رئيسة المفوضية بصلاحيات كاملة فيما يخص توزيع الحقائب. ورغم ذلك، تسبق التعيينات الرسمية اتفاقات غير رسمية مع الحكومات.
وكان ستة من المفوضين جزءا من المفوضية الأوروبية السابقة. لكن ظهرت وجوه جديدة في بروكسل، إذ أن العديد منهم وزراء أو رؤساء حكومات سابقين.
هيكل المفوضية الأوروبية الجديدة
تتولى فون دير لاين منصب رئيسة المفوضية الأوروبية. وتشغل هذا المنصب منذ عام 2019.
وستبقى في هذا المنصب لخمس سنوات أخرى قادمة، وذلك بناء على قرار قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، والذي وافق عليه البرلمان في يوليو/ تموز الماضي.
اقرأ أيضا: المفوضية الأوروبية تقيد استخدام “المواد الكيميائية الدائمة” في المنتجات اليومية
والهيكل الجديد للمفوضية، والتي تعمل كهيئة تنفيذية للاتحاد الأوروبي يضم ستة نواب لرئيسة المفوضية الأوروبية، مع الحرص على التوزيع المتوازن بين المناطق الأوروبية، والأحزاب السياسية الكبرى.
مع ذلك، لم تحقق فون دير لاين المساواة بين الجنسين بشكل كامل، رغم الدعوات المتكررة لمزيد من التوازن والمساواة حيث أورسلت الدول الأعضاء 16 رجلا مقابل 11 امرأة إلى بروكسل.
بيد أن فون دير لاين قلبت المعادلة فيما يخص حالة نوابها، إذ تتولى أربع نساء ورجلان فقط مناصب قيادية.