أخبار العرب في أوروبا-بلجيكا
قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، اليوم الجمعة، لبابا الفاتيكان “فرانسيس” إن الكنيسة الكاثوليكية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتصحيح عقود من الاعتداءات الجنسية على الأطفال من قبل رجال الدين.
وخلال اجتماعه مع البابا والملك فيليب عاهل بلجيكا في قلعة لاكين في بروكسل، شدد دي كرو بالقول:”اليوم، الكلمات وحدها لا تكفي، يجب أيضا اتخاذ خطوات ملموسة”.
وتأتي تصريحات دي كرو الصريحة في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية والعامة حول الاعتداءات الجنسية، حيث قاطع العديد من كبار الساسة الفلمنكيين اجتماعا مع البابا اليوم الجمعة، معربين عن قلقهم من أن الكنيسة “لا تبذل ما يكفي من الجهد للتعامل مع المشكلة”.
وخلال حديثه، أكد دي كرو على ضرورة “الاستماع إلى الضحايا، واعتبارهم محور الاهتمام”، مشددا على حقهم في معرفة الحقيقة.
وقال إن الاعتراف بالأخطاء وتحقيق العدالة هما “خطوة ضرورية لاستعادة الثقة”.
كما وجه الملك فيليب رسالة مماثلة للبابا، مطالبا الكنيسة بالعمل “بلا هوادة” لتعويض الضحايا ومساعدتهم على الشفاء.
وتصاعدت فضيحة الاعتداءات الجنسية التاريخية من قبل رجال الدين الكاثوليك في بلجيكا عام 2023، بعد أن سلط فيلم وثائقي تلفزيوني الضوء على التجارب المؤلمة للضحايا.
وفي حديثه عن هذا الموضوع، أشار مخرج الفيلم إلى أن الضحايا يشعرون بالتوتر والغضب مجددا، مما يضيف أعباء جديدة عليهم.
وخلال كلمته في بروكسل، وصف بابا الفاتيكان قضية الاعتداء الجنسي في الكنيسة بأنها “عار” وطالب بالاعتذار والمغفرة، معتبرا أن الكنيسة تواجه “هذا الطاعون بكل عزم وحزم”، مشددا على أهمية الاستماع إلى المصابين وتنفيذ برامج شاملة لمعالجة القضية.
وتسربت تفاصيل الاعتداءات على مدى ربع قرن، حيث ظهرت فضيحة كبيرة في عام 2010 عندما تم السماح لأسقف روجر فانغيلوي بالاستقالة بعد اعترافه بالاعتداء الجنسي على ابن أخيه لمدة 13 عاما، مما أثار استياءً واسعا في المجتمع البلجيكي.
وتبع ذلك مداهمات غير مسبوقة لمكاتب الكنيسة البلجيكية، مما أثار الجدل حول معاملة الضحايا والتحقيقات الجنائية.
اقرأ أيضا: الشرطة البريطانية تحقق في اختراق إلكتروني ينشر رسائل معادية للإسلام
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن الفضيحة استمرت في الظهور، خصوصا بعد عرض الفيلم الوثائقي الذي قدم شهادات الضحايا وأظهر حجم الفساد والتستر في الكنيسة.
وفي ضوء الغضب العام، أطلقت لجان برلمانية تحقيقات رسمية للنظر في الأمر، ويجري حاليا تحقيق آخر لاستكشاف أي ضغوط أدت إلى انهيار التحقيقات السابقة.