أخبار العرب في أوروبا-متابعات
منذ ظهور الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ مع “شات جي بي تي” في عام 2022، أصبح استيلاء هذه التقنية على وظائف البشر من أكبر المخاوف لدى العاملين في مختلف القطاعات.
و يبرز عالم تطوير البرمجيات كواحد من المجالات المثيرة للاهتمام لدراسة العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي.
الأجور والطلب المتزايد
في الولايات المتحدة، يعتبر المبرمجون من بين أعلى 5% من حيث الأجور، حيث يتفوقون على المهندسين النوويين.
هذا الوضع يعود إلى الطلب الكبير عليهم من جميع الشركات، لا سيما مع التوجه العالمي نحو الرقمنة.
كذلك، فإن البرمجة تُعتبر أيضا واحدة من المجالات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث فيها تأثيرا كبيرا، بفضل إمكانية الوصول إلى مجموعة ضخمة من البيانات والمعلومات من مواقع مثل GitHub وStack Overflow
أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة
وأظهرت البيانات أن أكثر من مليوني شخص اشتركوا في الخدمة المدفوعة لأداة “كوبايلوت” التابعة لمايكروسوفت، والتي تمكن من توليد أسطر من الأكواد بسرعة. 90% من هؤلاء يعملون في أكبر 100 شركة في الولايات المتحدة.
كما أن شركات كبرى مثل ألفابيت وميتا وأمازون وآبل قد بدأت بإطلاق أدوات للذكاء الاصطناعي، مما يدل على الفوائد المحتملة للمبرمجين.
تحديات أدوات الذكاء الاصطناعي
ورغم التطور الكبير في أدوات الذكاء الاصطناعي، فإنها لا تزال تعاني من محدودية في القدرات.
وأظهر استطلاع رأي لشركة “إيفانز داتا” أن المبرمجين يعتقدون أن هذه الأدوات توفر لهم من 10 إلى 20% من الوقت.
مع ذلك، أظهرت دراسة من شركة “غيتكلير” تراجعا ملحوظا في جودة البرمجة العام الماضي، مشيرة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تكون سببا في ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى من شركة “سينك” أن أكثر من نصف المؤسسات واجهت مشكلات أمنية بسبب الأكواد الناتجة عن هذه الأدوات.
على المستوى الاقتصادي، تؤمن الشركات بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في توفير الملايين، كما حدث مع شركة أمازون التي أعلنت عن توفير 260 مليون دولار من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل تطبيقاتها من لغة برمجية إلى أخرى.
تغير نموذج العمل في البرمجة
ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن لأعداد أقل من الموظفين أداء مهام متعددة بشكل أسهل، حيث لم يعد الأمر يتطلب فرقا كبيرة من المطورين.
وتقنية “البرمجة الصفرية” تتيح لأي شخص تطوير البرمجيات، مما يقلل من الحاجة إلى مطورين متمرسين. مثال على ذلك هو بنك البرازيل الذي يستخدم هذه التقنية لتمكين موظفيه من تطوير تطبيقات خاصة بالعملاء.
الآمال والمخاوف المستقبلية
وبينما يشعر بعض المبرمجين بالقلق من إمكانية استغناء الشركات عنهم، يرى آخرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتولى المهام المملة، مما يمنحهم المزيد من الوقت لحل المشكلات الأكثر تعقيدا.
اقرأ أيضا: دراسة: الذكاء الاصطناعي سيغير ملايين الوظائف في ألمانيا
المعادلة الحالية تشير إلى أن وظائف ذات أجور عالية قد تتقلص مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، في حين يأمل المطورون أن تساهم هذه الأدوات في تحسين كفاءتهم مع الحفاظ على وظائفهم.
بهذا الشكل، يبقى مستقبل البرمجة معلقا بين مخاوف الاستغناء وآمال التحسين، مما يستدعي التفكير الجاد في كيفية تكامل الذكاء الاصطناعي مع القوى العاملة البشرية.