أخبار العرب في أوروبا-هولندا
تُعتبر هولندا واحدة من الوجهات الأوروبية المفضلة للمهاجرين العرب، حيث تشكل الجالية العربية جزءا كبيرا من المجتمع الهولندي المتعدد الثقافات.
يعود تاريخ الهجرة العربية إلى هولندا إلى فترة الستينيات من القرن الماضي، عندما بدأت الحكومة الهولندية في استقدام العمالة من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وبالأخص من المغرب وتركيا، وذلك في محاولة لسد العجز في سوق العمل الهولندي.
وتتمركز الجالية العربية في هولندا بشكل رئيسي في المدن الكبرى مثل أمستردام، روتردام، لاهاي (دينهاخ)، وأوتريخت، حيث يُعد حي “دي بايلمر” في أمستردام ومنطقة “لاهاي الجنوبية” من أبرز المناطق التي يتركز فيها عدد كبير من العرب.
وتتميز هذه المناطق بوجود العديد من المحلات التجارية والمطاعم والمراكز الثقافية التي تعكس الهوية العربية، مما يعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد الجالية.
وتشمل الجالية العربية في هولندا مجموعة واسعة من الجنسيات العربية، أبرزها المغاربة، السوريون، المصريون، اللبنانيون، العراقيون، والفلسطينيون.
وتُعد الجالية المغربية الأكبر بين هذه المجموعات، حيث يقدر عدد المغاربة في هولندا بحوالي 400 ألف شخص. كما شهدت أعداد المهاجرين السوريين زيادة كبيرة منذ عام 2015 بسبب الحرب في سوريا، حيث بلغ عددهم أكثر من 150 ألفا.
وتلعب الجالية العربية دورا مهما في الاقتصاد الهولندي، حيث يشارك العديد من أفرادها في إدارة مشاريع صغيرة ومتوسطة مثل المطاعم ومحال الملابس والخدمات.
كما يساهم الجيل الثاني والثالث من العرب الهولنديين في مختلف القطاعات المهنية مثل التعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا.
على الصعيد الاجتماعي، تسهم الجالية العربية في الحياة العامة من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ودينية تعزز التنوع الثقافي في المجتمع الهولندي.
اقرأ أيضا: السوريون يتصدرون قائمة طالبي اللجوء في اليونان لعام 2024
كما تعمل العديد من الجمعيات والمؤسسات العربية في هولندا على دعم المهاجرين الجدد، بما في ذلك تقديم المساعدة في مجالات التعليم والتوظيف والاندماج الاجتماعي.
اقرأ أيضا: لاجئون سوريون يتظاهرون في هولندا ضد تصنيف سوريا كـ”بلد آمن”
في ظل هذا الوجود الكبير، شهدت هولندا مؤخرا بعض التوترات السياسية والاجتماعية. على سبيل المثال، نشبت اشتباكات بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين ومؤيدين للقضية الفلسطينية في أمستردام بعد مباراة بين مكابي تل أبيب وأياكس في الدوري الأوروبي أمس الأول الخميس، مما أدى إلى زيادة التوترات في العاصمة.
وكانت الشرطة الهولندية في حالة تأهب بسبب هذه الحوادث، خاصة بعد قيام بعض المتظاهرين بإزالة العلم الفلسطيني.