أخبار العرب في أوروبا-هولندا
تمكنت السلطات الهولندية من إلقاء القبض على مواطن تركي يُشتبه في كونه المورد الرئيسي للقوارب الصغيرة غير الصالحة للإبحار في المياه المفتوحة، والتي تُستخدم لتهريب المهاجرين عبر القنال الإنجليزية (بحر المانش).
وتُعد هذه العملية جزءا من الجهود الأوروبية الرامية لمكافحة الهجرة غير النظامية عبر هذا المعبر المائي الذي غالبا ما ينتهي بالغرق.
وأعلنت الشرطة الهولندية والبريطانية عن نجاحها في إحباط عملية تهريب واسعة النطاق، بعد أن تم إلقاء القبض على الرجل في مطار سخيبول في أمستردام.
ووفقا للتحقيقات، فإن الرجل كان يُزوّد تجار البشر بالقوارب والمحركات، وكان يخزن هذه القوارب في ألمانيا قبل نقلها إلى الشواطئ البلجيكية والفرنسية حيث ينطلق المهاجرون في رحلاتهم الخطيرة.
وأفادت وكالة “يوروجست” الأوروبية، أمس الخميس، بأن المشتبه به، الذي يبلغ من العمر 44 عاما، تم اعتقاله من قبل الشرطة العسكرية الهولندية أثناء وصوله إلى مطار سخيبول.
وأضافت أن العملية جرت ضمن حملة موسعة شاركت فيها السلطات الهولندية والبلجيكية والبريطانية.
من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، العملية بأنها خطوة هامة في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية عبر القنال الإنجليزي.
يُذكر أن هذه العمليات تسببت في وفاة العشرات من المهاجرين سنويا. ففي أكتوبر الماضي، لقي 12 شخصا حتفهم إثر غرق قواربهم أثناء محاولاتهم عبور القنال، في حين تشير تقديرات وكالة “يوروجست” إلى أن أكثر من 50 شخصا توفوا هذا العام جراء هذه المحاولات.
وتؤكد السلطات القضائية الأوروبية أن القوارب التي يتم استخدامها في هذه العمليات “غير صالحة تماما للمياه المفتوحة”، مما يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الوفيات.
ومن المتوقع أن يتم تسليم المشتبه به التركي إلى بلجيكا لمواجهة تهم تتعلق بالاتجار بالبشر ضمن أنشطة إجرامية منظمة.
وتشير إحصاءات الحكومة البريطانية إلى أن أكثر من 30 ألف مهاجر عبروا بحر المانش منذ بداية العام، في حين زاد متوسط عدد الركاب في القوارب التي تصل إلى السواحل البريطانية بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة.
وتعد ظروف عبور بحر المانش الذي يعتبر واحدا من أكثر الممرات البحرﯾﺔ ازدحاما في العالم، خطيرة بشكل خاص، حيث يتم استخدام قوارب مكتظة، ولا يمتلك إلا عدد قليل من الركاب سترات نجاة.
ورغم ذلك، يسعى المهاجرون الوصول إلى الضفة البريطانية يوميا. لكن قبل وصولهم، يضطرون إلى الإقامة في مخيمات عشوائية في شمال فرنسا وسط ظروف عيش مزرية وخطرة على حد سواء.