أخبار العرب في أوروبا-السويد
أثارت قضية اختفاء طفلة مهاجرة من اليمن تبلغ من العمر 15 عاما، كانت تعيش في إحدى بلديات جنوب السويد بمحافظة سكونا، جدلا واسعا في وسائل الإعلام السويدية.
بحسب الإعلام السويدي، فإن الطفلة اختفت مع عائلتها بعد أن أعربت عن مخاوفها من إجبارها على الزواج القسري.
وتعود تفاصيل القصة إلى عندما لجأت الطفلة إلى معلمتها في المدرسة في فبراير/شباط الماضي، طالبة المساعدة بسبب تهديدات بالزواج القسري.
ورغم أن الطفلة قدمت إشارات واضحة عن تعرضها للرقابة الشديدة من أسرتها ومنعها من تكوين صداقات، إلا أن التحرك من قبل السلطات لم يكن سريعا بما فيه الكفاية. وفي غضون وقت قصير، اختفت الطفلة مع عائلتها، ولم يتم العثور عليهم في السويد.
وتقول المصادر إن الطفلة تقدمت بشهادات حول المعاملة القاسية التي كانت تتعرض لها في منزلها، مثل الإهانات من والدتها والتهديدات المستمرة من والدها بإجبارها على الزواج.
وبالرغم من أن السلطات الاجتماعية (السوسيال) نقلتها إلى مكان آمن في البداية، إلا أنه بعد محاكمة أولية، قررت المحكمة إعادة الطفلة إلى منزل أسرتها بعد أن تراجعت عن شهادتها.
لكن بعد أن استأنفت الخدمات الاجتماعية القرار، صدر حكم جديد بإعادتها إلى الرعاية الاجتماعية.
وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات تستعد لتنفيذ الحكم، اختفت الطفلة ووالدتها، وغادرت العائلة السويد متوجهة إلى إحدى الدول العربية.
لاحقا، كشف التحقيق أن الأب نفسه اختفى، وأن المنزل كان فارغا عندما وصل موظفو السوسيال للتحقق.
وعلى الرغم من جهود الشرطة والخدمات الاجتماعية السويدية، بما في ذلك إلغاء جواز سفر الطفلة والتعاون مع وزارة الخارجية، إلا أن البحث جاء متأخرا، وفي النهاية، تم العثور على الطفلة ووالدتها في قائمة ركاب رحلة جوية من ألمانيا إلى وجهة مجهولة.
وبعد أشهر من الاختفاء، توقفت الجهود الرسمية للبحث، ولا يزال مصير الفتاة غير معروف.
اقرأ أيضا: وفاة الطفلة نور العراقية تثير الجدل مجددا حول ممارسات السوسيال السويدي
قضيتها أثارت تساؤلات حادة حول فعالية النظام السويدي في حماية الفتيات المهاجرات من القمع المرتبط بالشرف والزواج القسري، وتكشف عن قصور في التنسيق بين الجهات المختلفة.
ويتساءل العديد من المسؤولين في السوسيال إذا كان بالإمكان إنقاذ الطفلة لو كانت الإجراءات أسرع، وما إذا كانت هذه القضية ستؤدي إلى تغييرات في التشريعات السويدية لضمان حماية أفضل للفتيات في المستقبل.