أخبار العرب في أوروبا- ليبيا
أفادت المنظمة الدولية للهجرة، أمس الأربعاء، أن خفر السواحل الليبي اعترض أكثر من 20 ألف مهاجر منذ بداية العام الجاري، في محاولات للهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط باتجاه السواحل الأوروبية.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد تم اعتراض 20,839 مهاجرا، وهو رقم يتجاوز ما تم تسجيله في العام الماضي، حيث بلغ عدد المعترضين آنذاك نحو 17 ألف شخص.
وقال المنظمة إن بين المهاجرين الذين تم اعتراضهم هذا العام، كان هناك 18 ألف رجل، 1500 امرأة، و680 قاصرا، وجميعهم تم إعادتهم قسرا إلى ليبيا.
وأكدت المنظمات الإنسانية أن هؤلاء المهاجرين يُحتجزون في مراكز احتجاز تعرف بظروفها السيئة، حيث يُسجل فيها العديد من الانتهاكات بحقهم.
وتعتبر التقارير الميدانية التي تصل من داخل هذه المراكز دليلا على المعاملة القاسية التي يتعرض لها المحتجزون، من ضرب وتعذيب باستخدام أدوات حادة وصعق كهربائي، بل إن بعض الحالات انتهت بالوفاة نتيجة هذه الانتهاكات.
وفي غضون العشرة أيام الماضية، تم اعتراض أكثر من 250 مهاجرا آخرين وفقا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، ما يعكس تصاعد عمليات الاعتراض في الفترة الأخيرة.
ورغم الاحتجاجات المستمرة من المنظمات غير الحكومية، فإن الدعم الأوروبي المستمر للسلطات الليبية في مكافحة الهجرة غير الشرعية يظل موضوعا مثيرا للجدل.
هذه المنظمات تؤكد أن هذا الدعم يساهم في استمرار الانتهاكات ويحث الدول الأوروبية على إعادة النظر في سياساتها تجاه ليبيا.
من جانبها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على السلطات الليبية لتحسين ظروف المهاجرين في مراكز الاحتجاز ووقف الممارسات المسيئة التي يتعرضون لها.
كما طالبت الاتحاد الأوروبي بإعادة تقييم تمويله لعمليات خفر السواحل الليبي المتورطة في العديد من الانتهاكات ضد حقوق المهاجرين.
وفي تصريحات سابقة، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في يوليو/تموز الماضي، أن المهاجرين في ليبيا ما زالوا ضحايا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تشمل التعذيب والعمل القسري، في ظل غياب المحاسبة وارتفاع مستوى الإفلات من العقاب.
كما دعا تورك الدول الأوروبية إلى مراجعة اتفاقيات التعاون المتعلقة بالهجرة مع ليبيا في ضوء هذه الانتهاكات المستمرة.
اقرأ أيضا: الداخلية الإسبانية: وصول حوالي 57 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية العام الجاري
جدير بالذكر أن طريق الهجرة عبر البحر المتوسط، الذي يربط السواحل الليبية بالتونسية بالسواحل الأوروبية، يعتبر من أخطر طرق الهجرة في العالم. ففي هذا العام فقط، لقي أكثر من 1,500 شخص مصرعهم أو فقدوا على هذا الطريق، بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة.