أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
عقب سقوط نظام “بشار الأسد” في سوريا فجر الأحد الماضي، عاد الجدل في ألمانيا حول مستقبل اللاجئين السوريين الذين يشكلون ثاني أكبر جالية تبحث عن الحماية هناك.
وأعلنت برلين تعليق البت في طلبات اللجوء للسوريين بسبب “عدم وضوح الوضع” في سوريا، وفق ما صرحت به وزيرة الداخلية نانسي فيزر يوم الأثنين الماضي.
وبحسب مكتب الإحصاء الفيدرالي، بلغ عدد طالبي الحماية السوريين المسجلين في ألمانيا حتى نهاية عام 2023 نحو 712,000، مما يمثل 22% من إجمالي 3.17 مليون طالب حماية، ويجعلهم ثاني أكبر مجموعة بعد الأوكرانيين (31%).
كما أشار المكتب إلى أن 52% من هؤلاء السوريين وصلوا إلى ألمانيا بين عامي 2014 و2016، بينما وُلد 12% منهم في ألمانيا.
الغالبية العظمى من السوريين (88%) حصلوا على تصريح إقامة إنساني ووضع حماية معترف به، تتوزع بين حماية اللاجئين وفقا لاتفاقية جنيف (39%) وحماية فرعية (34%).
مع ذلك، فإن 11% من طالبي الحماية ما زالت طلباتهم قيد الدراسة، و1% فقدوا وضع الحماية أو تم رفض طلباتهم.
ويقول المكتب إنه في عام 2023 وحده، تقدم حوالي 72,000 سوري بطلب لجوء أولي، مما شكل ثلث الطلبات الأولية المسجلة في ألمانيا.
18% ولدوا في ألمانيا
كما تؤكد الإحصائيات أن السوريين يشكلون حضورا بارزا في البلاد، حيث يعيش نحو 1.3 مليون شخص من أصول سورية، منهم 82% هاجروا بأنفسهم، بينما وُلد 18% في ألمانيا.
كما شهد عام 2023 تجنيس حوالي 75,000 سوري، وهو ما يمثل 38% من إجمالي عمليات التجنيس في ذلك العام، مما يرفع عدد السوريين المجنسين إلى 214,000.
وعلى الرغم من التغييرات السياسية في سوريا، شددت وزيرة الداخلية الألمانية على أن الوضع ما زال “غير واضح”، مؤكدة أن العودة إلى سوريا تتطلب وضوحا أكبر في المشهد الأمني والسياسي.
وأضافت في بيان:”أن سقوط النظام الديكتاتوري يمثل بصيص أمل لكثير من السوريين الذين عانوا من القمع، إلا أن التسرع في التنبؤ بفرص العودة أمر غير مهني في ظل الأوضاع الحالية”.
مسؤول ألماني: سقوط النظام لا يضمن الاستقرار الفوري
من جهته، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، سيباستيان فيشر، عن قلقه من أن “نهاية النظام لا تعني بالضرورة تحقيق استقرار فوري”.
وأكد الحاجة إلى التريث لمراقبة التطورات وما إذا كانت ستؤدي إلى موجات هجرة جديدة أو تسهيل عودة اللاجئين في المستقبل البعيد.
وحاليا، يبقى مصير عشرات الآلاف من طلبات اللجوء السوريين معلقا، في انتظار وضوح الصورة في سوريا وتأثير ذلك على فرص العودة الآمنة للاجئين بعد استقرار البلاد، التي شهدت على مدار أكثر من 13 عاما حربا طاحنة شنها النظام المخلوع وميليشيات إيرانية ضد معارضيه.