أخبار العرب في أوروبا-متابعات
بعد سقوط نظام بشار الأسد، بدأت بعض الأصوات السياسية في ألمانيا تدعو إلى عودة السوريين الذين يعيشون في البلاد، خاصة أولئك الذين وصلوا كلاجئين في عام 2015.
لكن كثيرا من هؤلاء السوريين قد بنوا حياة جديدة في ألمانيا ولا يرغبون في العودة إلى سوريا في الوقت الراهن.
وبدأت منظمات الأعمال والنقابات في ألمانيا بالتأكيد على أهمية وجود السوريين في سوق العمل الألماني، الذي يعاني من نقص حاد في العمالة.
وقال أولريش تيمبس، المدير العام لإحدى شركات الدهانات والورنيش، إنه “من غير المفهوم إخطار العمال السوريين بالعودة إلى سوريا”.
وأضاف أن شركته أخذت على عاتقها تدريب هؤلاء العمال وتحويلهم إلى قوة عاملة ماهرة.
ومن بين هؤلاء، محمد رضا توتنجي، الذي وصل إلى ألمانيا كلاجئ في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والذي يعيش الآن مع أسرته في مدينة هانوفر ويؤكد أنه “أكمل تدريبه هنا ويرى مستقبله في ألمانيا”.
وكان قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في 2015 باستقبال أكثر من مليون لاجئ كان مثار جدل في ذلك الوقت.
ومع تفاقم أزمة الهجرة في السنوات الأخيرة، بدأ السياسيون الألمان في النظر في دعم عودة السوريين إلى وطنهم، في محاولة للحد من مشاعر اليمين المتطرف.
مع ذلك، تؤكد الدراسات أن السوريين في ألمانيا يساهمون بشكل كبير في الاقتصاد المحلي، حيث يعمل حوالي 43 ألف سوري في قطاع التصنيع، ويشغلون وظائف حيوية في المستشفيات والعيادات حيث يقد عدد الأطباء لوحدهم (غير المجنسين) بأكثر من 10 آلاف طبيب، مما يجعلهم أكبر مجموعة من الأطباء الأجانب في البلاد.
ويؤكد الخبراء أن مغادرتهم قد يؤدي إلى فراغات كبيرة في سوق العمل الألماني، خاصة في القطاع الصحي.
أيضا، فإن العديد من السوريين الذين يعيشون في ألمانيا أصبحوا الآن أقل رغبة في العودة، حيث أظهرت استطلاعات رأي أن 65% من المشاركين قالوا إن عودتهم إلى سوريا ستعتمد على تطورات الوضع هناك.
في حين قالت ساندي عيسى، الطبيبة النسائية التي تعمل في برلين: “نريد العودة إلى وطننا، لكن التفكير في العودة بشكل دائم ما زال سابقًا لأوانه”.