أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
نددت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، بحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف على خلفية استغلاله لهجوم حادث الدهس القاتل الذي وقع في مدينة ماغدبورغ مساء الجمعة الماضية والذي اتهم به طبيب سعودي”ملحد” مؤيد لليمين المتطرف.
وفي تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الإعلامية، اليوم الأربعاء، قالت فيزر: “لا يسعني إلا أن أقول لحزب البديل إن محاولة استغلال جريمة مروعة مثل هذه واللعب على معاناة الضحايا أمر مشين”.
أضافت أن هذا التصرف “يكشف بوضوح عن طبيعة الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الأفعال”.
وقالت فيزر إنها ستواصل العمل للكشف عن ملابسات الجريمة، معبرة عن حزنها تجاه الضحايا ومواساة عائلاتهم.
كما أكدت أن المستشفيات ستواصل تقديم الرعاية للمصابين بأشد الإصابات، مشيرة إلى دور فرق الإسعاف والطوارئ الذين تجاوزوا حدود طاقتهم أثناء أداء عملهم.
وفي أعقاب الهجوم، نظم حزب البديل مظاهرة في المدينة شرقي ألمانيا، شارك فيها نحو 3500 شخص، وفقا للشرطة. خلال المظاهرة، أدانت رئيسة الحزب، أليس فايدل، الجاني، “طالب. ع” الطبيب السعودي المعروف بمواقفه العدائية تجاه الإسلام، مشيرة إلى أن “أي شخص يحتقر مواطني البلد الذي منحه اللجوء ليس منا”.
في المقابل، نظم نحو أربعة آلاف شخص تظاهرة مناهضة لحزب البديل تحت شعار “لا تعطِ أيَّ فرصة للحقد”، مطالبين بالتسامح ونبذ الكراهية.
الحكومة الألمانية وعدت بالتحقيق في الحادث وتحديد المسؤوليات، في حين سيتم مساءلة وزيرة الداخلية في 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري أمام البرلمان.
من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بدء “عملية مراجعة” في الأيام المقبلة إثر الهجوم، في حين واصلت السلطات التحقيق في دوافع الجاني، الذي نفذ هجومه في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم طفل وإصابة أكثر من 200 آخرين.
بدوره، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى تعزيز وحدة البلاد في أعقاب هجوم ماغديبورغ، في وقت يتصاعد فيه الخطاب المتطرف مع اقتراب الانتخابات التشريعية في فبراير/شباط المقبل.
وفي كلمته بمناسبة عيد الميلاد مساء الثلاثاء، أكد شتاينماير على ضرورة الحفاظ على التماسك الوطني وعدم السماح للحقد والعنف بتفريق الشعب الألماني.
من جانب آخر، لاقت دعوات حزب “البديل” الشعبوي لإغلاق الحدود وطرد المهاجرين انتقادات حادة، حيث وصفت وزيرة الداخلية فيزر هذه التصريحات بأنها “محاولة بغيضة” لاستغلال معاناة الضحايا.
وقبل شهرين على الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي أن الحزب اليميني المتطرف المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا، سيحصل على 20% من الأصوات تقريبا وراء المحافظين مع 32% والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار شولتس مع 15%.