أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
منذ الإعلان عن تشكيل حكومة فرانسوا بايرو يوم الأثنين الماضي، برز سؤال حول قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى التي تمر بها فرنسا، أبرزها إقرار موازنة 2025، والحد من المديونية التي وصلت إلى 3300 مليار يورو، فضلا عن عجز المالية العامة وضرورة توفير 60 مليار يورو.
إضافة إلى نقص الموارد في قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية.
بايرو، السياسي الوسطي البالغ من العمر 73 عاما، يواجه صعوبة في توسيع قاعدة الدعم السياسي لحكومته، التي تبدو نسخة مشابهة إلى حد كبير لحكومة سابقيه، مثل حكومة ميشال بارنييه، التي استقالت بعد ثلاثة أشهر فقط من تشكيلها.
رغم ذلك، يثق بايرو في قدرته على البقاء في السلطة ويعتقد أن حظوظه أقوى من سابقيه بفضل الشخصيات البارزة التي ضمها إلى حكومته، مثل إليزابيث بورن، ومانويل فالس، وجيرالد دارمانان.
الرئيس إيمانويل ماكرون، من جهته، احتفظ بوزيري الخارجية والدفاع في حكومته، إذ يعتبران وزارتين سياديتين تحت إشرافه المباشر.
لكن فرنسا تعيش في ظل حالة من عدم الاستقرار السياسي، حيث شهدت البلاد خلال العام الماضي أربعة رؤساء حكومات.
وبالرغم من هذا فإن الحكومة والرئاسة في عطلة حتى الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل، موعد أول اجتماع لمجلس الوزراء.
أما برنامج بايرو السياسي، فلن يُعلن عنه إلا في 13 من يناير/كانون الثاني المقبل، مع التوقع بأن يكون مشابها للسياسات التي اعتمدها ماكرون منذ وصوله إلى الرئاسة في 2017.
مع ذلك، يواجه بايرو وحكومته تحديا كبيرا بسبب تراجع قوة ماكرون في البرلمان وعدم وجود أكثرية مطلقة تدعمه. هذه الوضعية تجعل الحكومة تحتاج إلى دعم اليمين التقليدي لضمان الاستمرارية.
ومع تنامي معارضة اليسار والخضر واليمين المتطرف، يبقى مصير حكومة بايرو غير مؤكد، خاصة في ظل تراجع شعبيته لدى الفرنسيين.
وفي حال سقوط الحكومة، سيواجه ماكرون أزمة مؤسساتية قد تدفعه للاستقالة، مما يفتح الباب لانتخابات عامة جديدة والتي ستكون خلال الصيف المقبل.