قبرص- متابعات
تحول الحمار في قبرص إلى رمز ثقافي مميز للجزيرة، حيث أصبح جزءا من الهوية المحلية في مختلف أنحاء الجزيرة، مما دفع القبارصة للاحتفاظ به كثروة حيوانية مهددة بالانقراض.
يعود تاريخ تواجد الحمير في قبرص إلى آلاف السنين، وكان الجيش البريطاني في عام 1943 يملك نحو 23 ألف حمار قبرصي، لكن أعدادها تراجعت بشكل ملحوظ بعد عقود، حتى وصل العدد إلى حوالي 800 حمار فقط في بداية القرن الواحد والعشرين.
تُعد الحمير القبرصية اليوم رمزا للبساطة والصمود، وتحتل مكانة كبيرة في الثقافة المحلية، حيث تُباع تماثيلها في الهدايا التذكارية، وتعتبر جزءا من التراث الشعبي.
ومع التغيرات البيئية والاجتماعية السريعة، يسعى القبارصة للحفاظ على هذه الحيوانات الهامة عبر إنشاء محميات خاصة لها لضمان بقائها.
وفي إطار جهود الحماية، شهدت قبرص خلال السنوات الماضي حملة واسعة لإنقاذ الحمير بعد العثور على عشرة منها مقتولة بالرصاص، ما أشعل موجة من التعاون بين السكان للحفاظ عليها.
وتُعتبر مزرعة الحمير الذهبية بالقرب من مدينة لارناكا واحدة من أبرز المشاريع التي تستثمر في منتجات الحمار القبرصي، حيث يتم استخراج مستحضرات تجميل من لبن الحمير، الذي أظهرت الدراسات فوائده في معالجة الأمراض الجلدية، مثل الصدفية والسعال الديكي.
كما أصبح لبن الحمار مكونا رئيسيا في بعض مستحضرات التجميل، علاوة على ذلك، غالبا ما يستهلكه الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل حليب البقر، في حين يُعتبر أيضا أفضل بديل لحليب الرضاعة الطبيعية.
إضافة إلى كونه مصدرا غذائيا ذا فوائد صحية، يعتبر الحمار القبرصي جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية للجزيرة.