تقاريردول ومدنمجتمع
أخر الأخبار

اللغة العربية: تحدٍّ أمام عودة السوريين من ألمانيا أم فرصة لإعادة الاندماج؟

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

تزامنا مع إعلان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير/شباط المقبل وسقوط النظام السوري، عادت قضية اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى الواجهة.

وأثارت تصريحات وزيرة الداخلية نانسي فيزر، إلى احتمالية عودة بعض السوريين إلى وطنهم ضمن ظروف معينة، جدلا واسعا، خاصة بعد أن أظهرت دراسة للمعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا أن هذه العودة قد تؤدي إلى تفاقم نقص العمالة الماهرة في الاقتصاد الألماني.

اللغة وفرص العودة

محمد حسام العيلي، أحد اللاجئين المقيمين في ألمانيا منذ عشر سنوات، يرى أن تعليم اللغة العربية لأبنائه يمثل العقبة الأساسية أمام عودتهم إلى سوريا.

ويقترح إنشاء مدارس دولية في سوريا تراعي اللغات الأجنبية لتسهيل إعادة الاندماج.

ويشدد على أن هذه المبادرات قد تكون خطوة مشجعة لكثير من السوريين للعودة، مشيرا إلى أن إتقان اللغة الأم أسهل مقارنةً بتعلم الألمانية.

أما أبو صلاح، الذي يعمل في قطاع المنتجات الطبية، فيؤكد على أهمية إنشاء مدارس لغوية تأخذ في الاعتبار أوضاع الأطفال الذين نشأوا في بيئة لغوية أجنبية.

وذكر بأن تجربة البوسنة بعد حرب البلقان تقدم نموذجا ناجحا يمكن الاستفادة منه في سوريا.

السوريون والمهن الحيوية في الاقتصاد الألماني

أظهرت الدراسة أن نحو 80 ألف سوري يعملون في ألمانيا في مهن حيوية تعاني من نقص في العمالة، مثل الهندسة الطبية وطب الأسنان والتعليم.

وأشارت إلى أن عودتهم قد تزيد من حدة هذه الأزمة الاقتصادية. على سبيل المثال، يعمل حوالي 5300 طبيب سوري، وأكثر من 4000 فني في قطاع السيارات.

أما في طب الأسنان، فوفقا للإحصائيات، هناك نحو 2470 موظفا في طب الأسنان، في حين يعمل حوالي 2260 في مجال رعاية الأطفال والتعليم، و2160 في مجال الرعاية الصحية والتمريض.

ويعمل العديد من السوريين في وظائف ذات صلة بالمناخ في مجال الكهرباء الإنشائية (2100) وكذلك في مجال الصحة والتدفئة والتكييف (1570)، ما يجعل السوريين جزءا أساسيا من القوى العاملة المؤهلة.

تعزيز الروابط الثقافية تمهيدا للعودة

يرى المدرّس سالم حجازي أن إنشاء مدارس تعتمد مناهج عربية في ألمانيا، على غرار المدارس التركية، قد يساهم في تهيئة الجيل الجديد للعودة تدريجيا إلى سوريا.

ويقول إنه بذلك يمكن للاجئين السوريين الاستمرار في دعم ذويهم في الوطن ريثما تتعافى البلاد اقتصاديا.

لكن يبقى السؤال مفتوحا: هل يمكن أن تصبح اللغة العربية أداة لتعزيز ارتباط اللاجئين بوطنهم، أم أنها ستظل عائقا أمام العودة؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى