أخبار العرب في أوروبا-بلغاريا
لقي ثلاثة مهاجرين قُصّر من مصر، تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، حتفهم نتيجة البرد الشديد وسط تساقط الثلوج قرب مدينة بورغاس جنوب شرق بلغاريا.
وتم العثور على جثثهم أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، فيما واجهت شرطة الحدود البلغارية اتهامات بالتلكؤ في إنقاذهم، رغم مناشدات المنظمات الإنسانية التي قدمت إحداثيات دقيقة لمواقعهم.
واتهمت “مجموعة طرق البلقان” شرطة الحدود البلغارية بمنع إنقاذ القُصّر رغم تحذيرها من خطر وشيك يهدد حياتهم في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكدت المجموعة أنه تم العثور على الجثث لاحقا يومي 28 و29 من نفس الشهر، في مواقع مغطاة بالثلوج والغابات، حيث كانت الحيوانات قد نهشت أجزاء منها.
وأوضحت المنظمات الإنسانية، ومنها “No Name Kitchen” و”Mission Wings Foundation”، أن السلطات البلغارية عرقلت تقديم الدعم الطبي والغذائي للمهاجرين، متهمة إياها بتقصير واضح أدى إلى وفاة الشبان.
واعترفت وزارة الداخلية بوجود الجثث لكنها نفت مسؤوليتها عن الحادث، زاعمة أن الإحداثيات التي قدمتها المنظمات غير دقيقة ومضللة.
ووصفت الوزارة بعض نداءات الإغاثة بأنها “كاذبة”، وأعلنت نيتها اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتسببين في “التقارير المضللة”.
في المقابل، أكدت “Mission Wings Foundation” أن الجثث وُجدت في المواقع نفسها التي أُبلغ عنها، وأن تصريحات الوزارة غير دقيقة.
وأضافت أن وفاة القُصّر وقعت خلال 36 ساعة من وقت الإبلاغ الأولي. كما شكرت المؤسسة القنصلية المصرية على تجاوبها مع الحادثة، ووجهت انتقادات للسلطات البلغارية بسبب ضعف التعاون والتقصير الواضح.
وتطالب المنظمات الحقوقية بفتح تحقيق شامل في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عن التقصير، مع التأكيد على ضرورة تحسين ظروف استقبال المهاجرين وضمان سلامتهم خلال الرحلة الخطرة عبر البلقان.
جدير بالذكر أن طريق البلقان يعد من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون من تركيا إلى أوروبا، حيث يعتمدون على المهربين ويواجهون ظروفا قاسية أثناء عبور الحدود.
ووفقا لتقارير، لقي 93 شخصا على الأقل حتفهم في بلغاريا خلال عامي 2022 و2023 نتيجة الظروف المأساوية التي يعيشها المهاجرون.
وتأتي هذه الحادثة مع بدء انضمام بلغاريا إلى منطقة شنغن في 1 يناير/كانون الثاني 2025، وهي خطوة طال انتظارها لأكثر من 13 عاما.
غير أن الحادثة تلقي بظلالها على استعدادات بلغاريا لتحمل مسؤوليات إضافية في إدارة الحدود، وسط مخاوف متزايدة من انتهاكات حقوق المهاجرين.