![](https://arab-europe.net/wp-content/uploads/2025/02/15151.jpeg)
أخبار العرب في أوروبا-السويد
في صباح يوم الثلاثاء، 4 فبراير/الجاري بدأ بسام الشلح، البالغ من العمر 48 عاما، يومه الاعتيادي في مدينة أوربرو السويدية.
كان في طريقه إلى مدرسة ريسبيشكا للمشاركة في دروس اللغة السويدية، حيث كان يطمح إلى تحسين مهاراته وتوطيد اندماجه في المجتمع السويدي.
لكن ما كان يظنه يوما عاديا تحول إلى مأساة فاجعة، ليكون أحد عشرة شخصا فقدوا حياتهم في الهجوم الدموي الذي استهدف المدرسة.
من سوريا إلى السويد: رحلة اللجوء التي انتهت بمأساة
وصل بسام إلى السويد بعد أن هاجر من سوريا هروب من ويلات الحرب التي شنها نظام بشار الأسد المخلوع ضد الشعب السوري، حاملا آمالا كبيرة بتحقيق حياة أفضل لأسرته.
كان أبا لطفلين، وقد تميز في مجتمعه الجديد بشخصيته الطيبة واهتمامه بتعلم اللغة السويدية والعمل بجد لتأمين لقمة العيش.
كما كان يعمل في تحضير المخبوزات، ويواصل دراسته في وقت فراغه، ساعيا لتحقيق الاستقرار والاندماج في الحياة السويدية، بحسب ما أكدته تقارير صحافية سويدية.
ساعات من الاجتهاد والعمل المستمر
لم يكن بسام يكتفي بالعمل الشاق فحسب، بل كان يعيش حياة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يشارك مقاطع فيديو تظهر حبه للحياة واهتمامه بمهنته.
في صباح الحادثة، نشر بسام على حسابه في “تيك توك” فيديو يتمنى فيه للجميع يوما سعيدا، وكانت تلك آخر رسائله التي تبادلها مع متابعيه.
النهاية المفجعة
بعد ساعات من عمله، وبينما كان في طريقه إلى دروسه، تعرضت المدرسة للهجوم الذي أسفر عن وفاته.
لم يتخيل أحد من أصدقائه أو عائلته أن ذلك سيكون نهاية مأساوية لحلمه في بناء حياة جديدة في السويد.
صدمت العائلة والأصدقاء بفقدان شخص كانوا يعتبرونه مثالا للإصرار والفرح في الحياة، ويعجزون عن تقبل الواقع المأساوي الذي حل بهم.
وجع العائلة
في الوقت الذي رفضت فيه العائلة التعليق لوسائل الإعلام، كانت مشاعر الفقدان والصدمة تسيطر على قلب زوجته وأطفاله الذين كانوا يعولون على بسام لتحقيق حياة أفضل.
قصة بسام الشلح تُعد نموذجا لعشرات اللاجئين الذين يسعون للهروب من مآسي الحروب بحثا عن الأمان، لكن مأساة غير متوقعة أنهت حلمه في لحظة.
وكانت الشرطة السويدية أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، عن مقتل عشرة أشخاص في حادثة إطلاق نار وقعت في أحد المراكز التعليمية للبالغين في مدينة أوربرو وسط السويد.
حينها أكدت الشرطة أن منفذ الهجوم كان من بين القتلى، مشيرة إلى أنه لم يكن معروفا لديها مسبقا ولم يكن مرتبطا بأي جماعات إجرامية.