تقاريردول ومدنمجتمع
أخر الأخبار

اللاجئون السوريون في ألمانيا بعد سقوط الأسد ما بين تحديات العودة وأمل الاندماج

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

مع سقوط نظام الأسد، يجد السوريون في ألمانيا أنفسهم أمام تساؤلات معقدة بشأن مستقبلهم، سواء في العودة إلى وطن لا يزال يعاني من آثار الحرب أو البقاء في ألمانيا، التي أصبحت واحدة من أكبر دول اللجوء لهم.

في هذا التقرير، نلقي الضوء على تحديات العودة وفرص البقاء في ظل المستجدات الأخيرة.

تعليق إجراءات البت في طلبات اللجوء

في خطوة مفاجئة بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) عن تعليق مؤقت لجميع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، موضحا أن استئناف الإجراءات سيعتمد على تقييم الأوضاع في سوريا.

هذا القرار يثير تساؤلات حول مصير اللاجئين السوريين، في وقت يشهد فيه العالم تحولات سياسية واقتصادية في المنطقة.

جاء هذا القرار على الرغم أن سوريا لاتزال تعاني من دمار واسع النطاق، مع انهيار اقتصادي مستمر.

ووفقا للأمم المتحدة، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، في حين أن أكثر من 7 ملايين نازح داخليا يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

هذا الواقع يضع السوريين في مواجهة خيارات صعبة بين العودة إلى بلد غير مستقر أو البقاء في بلد يوفر لهم الفرص ولكنه يعرضهم لتحديات قانونية.

أعداد السوريين في ألمانيا

تعد ألمانيا اليوم واحدة من أكبر الدول المستضيفة للاجئين السوريين. بحسب مكتب الإحصاء الاتحادي، بلغ عدد السوريين الحاصلين على الحماية في ألمانيا حوالي 712 ألف شخص في عام 2023( منهم 12% وُلد في ألمانيا)، بالإضافة إلى 260 ألف شخص آخرين ممن حصلوا على إقامة دائمة أو غيرها من التصاريح.

كما حصل أكثر من 75 ألف سوري على الجنسية الألمانية في عام 2023.

ووفقا لتعداد السكان لعام 2023، يعيش في ألمانيا نحو 1.3 مليون شخص من أصول سورية، سواء وُلدوا في سوريا (82 %) أو وُلد أحد والديهم فيها (18%)، من بينهم 214 ألف شخص حاصلون على الجنسية الألمانية.

السوريون في سوق العمل والتعليم

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 287 ألف سوري يعملون في ألمانيا، منهم 236 ألفا في وظائف تخضع لنظام الضمان الاجتماعي.

ورغم أن هذه الأرقام تبين تقدما ملحوظا، إلا أن هناك تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، حيث يعمل 73% من الرجال السوريين مقارنة بـ 29% من النساء.

كما تبرز فجوة في التوظيف في بعض القطاعات التي تتطلب معادلة المؤهلات المهنية.

فرص العودة: هل تعود الظروف إلى طبيعتها؟

في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا، يتساءل الكثير من اللاجئين السوريين في ألمانيا عن إمكانية العودة إلى وطنهم.

ورغم التصريحات المتفائلة من قبل بعض الأطراف، إلا أن الوضع الأمني والاقتصادي في سوريا لا يزال يمثل عائقا كبيرا.

لهذا، يبقى الخيار الأكثر ترجيحا للبعض هو البقاء في ألمانيا والاستمرار في حياة جديدة رغم التحديات القانونية والمهنية، إلى حين وضوح مدى استقرار الوضع في سوريا خلال الأشهر وربما السنوات المقبلة.

في النهاية يبقى مستقبل السوريين في ألمانيا مرتبطا بالعديد من العوامل، بدءءا من الأوضاع في سوريا وصولا إلى السياسات الداخلية في ألمانيا.

وبينما يتطلع البعض للعودة إلى وطنهم، فإن الواقع الاقتصادي والسياسي في سوريا يظل عائقا أمام تحقيق هذا الطموح.

في المقابل فإن ألمانيا تقدم فرصا للبقاء والاندماج، رغم الظروف غير الصعبة التي قد يواجهها اللاجئون في المستقبل مع صعود اليمين المتطرف والخطاب المعادي للاجئين والاجانب.



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى