
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
تُعد قضية الهجرة من أبرز الموضوعات في الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية الألمانية، وقد تباينت مواقف الأحزاب تجاهها بشكل واضح في برامجها الانتخابية.
والهجرة أصبحت موضوعا رئيسيا بعد الجدل الذي أثارته حادثة اعتداء طالب لجوء على مجموعة أطفال في بافاريا، مما دفع العديد من المراقبين السياسيين إلى التأكيد على أهمية الموضوع في الحملة الانتخابية.
ورغم التحذيرات من استخدام الحادثة في استغلال سياسات صارمة ضد اللاجئين، لم ينجح الضغط الحقوقي في إيقاف هذا التوجه.
الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، على سبيل المثال، يسعيان إلى “تحول جذري” في سياسة الهجرة، ويقترحان فرض قيود صارمة، بما في ذلك مراقبة الحدود وإعادة اللاجئين وزيادة عمليات الترحيل.
كما يؤكد الحزب على ضرورة إجراء طلبات اللجوء في دول ثالثة ومنع لمّ شمل أسر اللاجئين ذوي الحماية الثانوية.
في المقابل، يدعو حزب “البديل من أجل ألمانيا”اليميني المتطرف إلى إغلاق “جنة اللجوء”، مقترحا تعديل الدستور الألماني لإضعاف حق اللجوء، واستبدال ميثاق الهجرة واللجوء العالميين بنظام قانوني أكثر تقييدًا. كما يشدد على ضرورة وقف الهجرة بشكل كامل.
أما حزب “تحالف سارة فاغنكنشت” اليساري فيطالب بإلغاء ميثاق الهجرة العالمي وتقييد مساعدات اللاجئين الاجتماعية، كما يدعو إلى إجراء طلبات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت ذاته، يركز الحزب على ضرورة تقديم المساعدة للاجئين في مناطق الأزمات.
على النقيض، تتمسك الأحزاب مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر، وحزب اليسار بمواقف أكثر تسامحا تجاه الهجرة. فالحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الأخضر يواصلان سياسة “الإنسانية والنظام” مع دعم لمّ شمل أسر اللاجئين وتوسيع فرصه.
بينما يرفض حزب اليسار عمليات الترحيل ويطالب بتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية الألمانية.
من جهته، يدعو الحزب الديمقراطي الحر إلى “سياسة هجرة جديدة” تدير العملية بشكل أكثر كفاءة، مع التأكيد على الحاجة الماسة للمهاجرين في سوق العمل الألماني، مع الحفاظ على قيود على سياسة اللجوء.
وقبل أسبوع من تنظيم الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد المقبل (23 فبراير/شباط الجاري) تستمر الهجرة واللجوء كموضوع مثير للجدل في الحملات الانتخابية، مما يعكس الانقسام الكبير بين الأحزاب بشأن كيفية التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة في المستقبل.