أخبار العرب في أوروبا-هولندا
يعيش المسلمون في هولندا تجربة رمضانية مميزة، تجمع بين الحنين إلى الأوطان والتكيف مع بيئة مختلفة ثقافيا واجتماعيا.
ورغم غياب المظاهر التقليدية في الشوارع، يحرص المسلمون لاسيما العرب منهم على استحضار روح الشهر الكريم في منازلهم ومساجدهم، حيث يسعون للحفاظ على طقوسهم وعاداتهم، مع جعل رمضان فرصة لتعزيز الروابط الإيمانية والاجتماعية.
وفي ظل اختلاف الأجواء، تصبح المساجد المحور الأساسي للحياة الرمضانية، حيث يزداد الإقبال عليها خلال صلاتي العشاء والتراويح، مما يمنح المسلمين إحساسا بالألفة والانتماء.
ومع ذلك، فإن تزايد أعداد المصلين يخلق صعوبات تنظيمية، أبرزها الفوضى في محيط دور العبادة، خاصة فيما يتعلق بالازدحام المروري ووقوف السيارات بشكل غير منظم، ما يثير استياء السكان المحليين.
هذه السلوكيات غير المنضبطة تثير تساؤلات حول مدى اندماج المسلمين في ثقافة النظام والالتزام بالقوانين التي تميز المجتمع الهولندي.
فبينما يولي هذا المجتمع أهمية كبرى للنظام العام، يُفترض أن يكون المسلمون أكثر حرصا على الالتزام به خاصة في شهر رمضان، انسجاما مع تعاليم دينهم التي تدعو إلى احترام الآخرين وعدم التسبب في الإزعاج لهم.
رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل فرصة حقيقية لتهذيب النفس وتحسين السلوكيات اليومية. لذا، فإن إدراك المسلمين لأهمية تمثيل دينهم بأفضل صورة من خلال التصرفات المسؤولة يعكس قيم الإسلام الحقيقية، ويساهم في بناء صورة إيجابية عنهم داخل المجتمع الذي يعيشون فيه.
يشار إلى أنه وفقا للإحصاءات الرسمية فإن عدد المسلمين في هولندا يبلغ أكثر من 875 ألف شخص، ما يمثل نحو 5% من إجمالي عدد السكان البالغ 17 مليون نسمة.
ويُشكل المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد بعد المسيحيين.
كذلك، فإن الإحصائيات الصادرة في عام 2021، تشير إلى أن عدد المساجد في هولندا يبلغ حوالي 500 مسجد.
