تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

رمضان في بروكسل.. طابع شرقي يضيء العاصمة البلجيكية

أخبار العرب في أوروبا-بلجيكا

يعيش المسلمون في بلجيكا أجواءً رمضانية خاصة، حيث تتحول بعض أحياء العاصمة بروكسل إلى مزيج شرقي نابض بالحياة، بفضل الجالية المسلمة الكبيرة، التي تشكل جزءا أساسيا من النسيج الاجتماعي البلجيكي.

ومع حلول الشهر الفضيل، تتغير ملامح المدينة لتعكس روح رمضان، بدءا من المساجد المزدحمة بالمصلين وصولا إلى الأسواق التي تعج بالمأكولات والحلويات الشرقية.

رمضان في قلب بروكسل

يتميز شهر رمضان في العاصمة البلجيكية بأجوائه الشرقية، حيث تكتسب بعض الأحياء طابعا إسلاميا واضحا بسبب الكثافة السكانية للمسلمين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان بروكسل.

وتشير التقديرات إلى أن المسلمين قد يشكلون حوالي 50% من سكان العاصمة بحلول عام 2050.

المحال التجارية والمطاعم التي يديرها مسلمون تتكيف مع أوقات الصيام، حيث تبقى مفتوحة لساعات متأخرة، رغم القوانين التي تفرض مواعيد محددة للإغلاق.

كما تعج الأسواق بالمنتجات الرمضانية التي تضفي على المدينة لمسة من أجواء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المساجد عامرة بالمصلين

خلال الشهر الكريم، تزداد أنشطة المساجد في بروكسل، حيث يقبل المسلمون على أداء صلاة التراويح والتجمع في حلقات الذكر والدروس الدينية.

ورغم محدودية المساحات، تمتلئ المصليات بالمصلين الذين يحرصون على أداء الصلاة في جماعة.

في بعض المساجد التي تديرها الجاليات العربية، تؤدى صلاة التراويح بعشرين ركعة، حيث يتم قراءة جزء من القرآن الكريم يوميا، بينما تقام صلاة التهجد في وقت متأخر من الليل، وسط أجواء روحانية مميزة.

أسواق رمضانية نابضة بالحياة

لا يعاني المسلمون في بروكسل من نقص في المنتجات الرمضانية، إذ تتوفر معظم السلع المستوردة من البلدان العربية وتركيا.

كما تنتشر في الأحياء ذات الغالبية المسلمة أفران الخبز العربي ومحلات الحلويات الشرقية، مثل الكنافة والقطايف والبقلاوة، إلى جانب محلات اللحوم الحلال والمطاعم التي تقدم أطباقا تقليدية.

أيضا تظل المقاهي والمطاعم في أحياء مثل “ميدي” مفتوحة حتى وقت متأخر، حيث تجذب ليس فقط المسلمين، بل أيضا البلجيكيين الراغبين في تجربة الأجواء الرمضانية والاستمتاع بالمأكولات الشرقية، مثل الشاي بالنعناع والطاجين المغربي.

موائد الإفطار الجماعية.. روح التضامن والتعايش

تحرص المساجد والجمعيات الإسلامية في بروكسل على تنظيم موائد إفطار يومية تستقبل الصائمين من مختلف الفئات، بمن فيهم الطلاب والمهاجرون غير النظاميين وحتى غير المسلمين.

إضافةً إلى ذلك، يساهم بعض المطاعم في توفير وجبات مجانية للصائمين، حيث يقدم أحد المطاعم الكبرى في بروكسل وجبات إفطار يومية لنحو 150 شخصا، بدعم من مالكه.

شهر للتواصل والانفتاح

لا يقتصر رمضان في بلجيكا على العبادات والصيام، بل يشكل أيضا فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجالية المسلمة والتفاعل مع المجتمع البلجيكي الأوسع.

كذلك، تبادل الزيارات بين العائلات، وتنظيم الأنشطة الثقافية والدينية، يجعل من الشهر الفضيل مناسبة خاصة تجمع بين الروحانية والتضامن الاجتماعي.

في النهاية، يعكس شهر رمضان في بلجيكا نموذجا مصغرا للتعدد الثقافي والديني في أوروبا، حيث يمتزج التراث الإسلامي مع الحياة الأوروبية الحديثة، ليخلق تجربة رمضانية فريدة داخل قلب القارة العجوز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى