
أخبار العرب في أوروبا-إسبانيا
تواصلت خلال الأيام الأخيرة محاولات عشرات المهاجرين الوصول سباحة إلى مدينة سبتة الإسبانية المحاذية للأراضي المغربية في جنوب البحر المتوسط، وذلك انطلاقا من شاطئ الفنيدق المغربي، متحدّين سوء الأحوال الجوية والتيارات البحرية القوية، في مغامرة وُصفت بـ”المميتة”.
وأفادت السلطات الإسبانية أمس الجمعة أن أفراد الخدمة البحرية بالحرس المدني تمكنوا من إنقاذ عدد من الأشخاص من عرض البحر، بينهم قاصرون، كانوا على وشك الغرق بسبب الأمواج العالية التي صعّبت عمليات الإنقاذ.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن عددا من المهاجرين المغاربة استخدموا بدلات غطس وزعانف لتجاوز الحاجز الصخري المعروف بـ”تراخال”، مستغلين سوء الرؤية الناتج عن الظروف الجوية، للهروب من أعين دوريات المراقبة.
ورغم تدخل فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة الأولية للمُنتشَلين، حذرت السلطات من تحوّل البحر إلى “فخ مميت”، وسط ترجيحات بوجود غرقى ومفقودين لم يُعثر عليهم بعد.
تتزامن هذه المحاولات الخطيرة مع جدل سياسي في إسبانيا عقب المصادقة على مرسوم يقضي بنقل القاصرين المهاجرين من مناطق الاكتظاظ، مثل سبتة وجزر الكناري، إلى مناطق أخرى داخل البلاد.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات السياسية، إلى جانب تراجع فعالية المراقبة البحرية بفعل الأحوال الجوية، شجّعت بعض المهاجرين على خوض مغامرات محفوفة بالموت، بحثا عن فرصة عبور غير مضمونة.
وتقع مدينة سبتة على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق، وتبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا، وتعداد سكانها نحو 77 ألف نسمة.
كما توجد مدينة ثانية تخضع للسيادة الإسبانية تقع في شرق المغرب، قرب الحدود الجزائرية، قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا. وتزيد مساحتها على 12 كيلومترا مربعا، وتعداد سكانها قرابة 70 ألف نسمة.
علما أن المدينتين تخضعان لقوانين الاتحاد الأوروبي باعتبارهما تابعتين للسيادة الإسبانية، مما يفرض على السلطات هناك قبول طلبات اللجوء المقدمة، سواء من المغاربة أو من طالبي اللجوء الأفارقة من جنسيات أخرى.
ومنذ منذ استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 تطالب الرباط إسبانيا، باستعادة المدينتين وبعض الجزر الصغيرة قبالة الساحل الأفريقي.