
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
في واقعة مروّعة هزّت المجتمع الألماني وأثارت جدلا واسعا حول أخلاقيات مهنة الطب، أحالت النيابة العامة في برلين طبيبا في الأربعين من عمره إلى المحاكمة، بعد اتهامه بقتل 15 مريضا في قسم الرعاية الملطّفة، مستخدما خليطا قاتلا من الأدوية “دون أي داعٍ طبي”.
كما يجري حاليا التحقيق في 75 حالة وفاة أخرى يُشتبه بتورط الطبيب فيها.
بحسب لائحة الاتهام، فقد قام الطبيب بإعطاء جرعات قاتلة لـ 12 امرأة وثلاثة رجال، تراوحت أعمارهم بين 25 و94 عاما، دون أن يكون هؤلاء المرضى في مرحلة الاحتضار، ما ينفي أي مبرر طبي لتصرفاته.
وأوضحت النيابة في بيان نشرته اليوم الخميس، أن المشتبه به لم يكن يختار ضحاياه بشكل عشوائي، بل كان يستغل وضعهم الصحي الضعيف ضمن فريق الرعاية الملطّفة التابع لخدمة تمريضية خاصة.
ووصفت النيابة العامة الدوافع المحتملة للطبيب بأنها “شريرة وغير أخلاقية”، مشيرة إلى احتمالية معاناته من أوهام يعرفها الطب النفسي باسم “متلازمة ملاك الموت”، حيث يشعر بعض الأطباء أو العاملين في القطاع الطبي برغبة في إنهاء حياة المرضى بدافع منحهم “الخلاص”، وهو ما يعكس اضطرابا نفسيا خطيرا.
الطبيب المشتبه به تم احتجازه منذ السادس من أغسطس/آب 2024، بعد أن أثارت أربع وفيات مشبوهة الشكوك الأولى، وهو ما دفع النيابة إلى تشكيل فريق تحقيق خاص لفحص سجلات 395 مريضا.
وتم حتى الآن تأكيد الاشتباه في 95 حالة، منها 15 حالة أُحيلت رسميا للمحاكمة.
كما تم استخراج 12 جثة لإجراء الفحوصات الجنائية، وهناك خطط لاستخراج خمس جثث إضافية.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة، سيباستيان بيتشنر، إن التحقيقات تواجه صعوبات نظرا لطبيعة الجرائم والفترة الزمنية التي وقعت فيها، مشيرا إلى أن العديد من الحالات تعود لأعوام ماضية، مما يعقّد عملية جمع الأدلة.
وعن احتمال وجود ضحايا آخرين أو صلة الطبيب بحرائق سُجلت في منازل بعض المرضى، أكد بيتشنر أن السلطات لا تستبعد أي فرضية، وقد تم تسجيل كافة الحالات المحتملة نظريا لمقارنتها مع الملفات الطبية.
وفيما لا تزال التحقيقات مستمرة، يُتوقع أن يرتفع عدد الضحايا المحتملين.
وتترقب الأوساط الطبية والقانونية ما ستسفر عنه جلسات المحاكمة المقبلة، وسط تساؤلات حادة عن الرقابة داخل المؤسسات الصحية، وكيفية تسلل هذا النوع من الجرائم إلى قطاع يفترض به أن يكون ملاذا للإنسان في أكثر لحظاته ضعفا.