منظمة: أعمال الشغب في بريطانيا الصيف الماضي أثرت سلبا على صحة طالبي اللجوء النفسية

أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
أفادت منظمة الصحة النفسية في المملكة المتحدة، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء الماضي (15 أبريل/نيسان 2025)، بأن أعمال الشغب التي شهدتها البلاد الصيف الماضي قد تسببت في تدهور الوضع النفسي لطالبي اللجوء، مما دفعهم إلى القلق الشديد بشأن الأنشطة اليومية خوفاً من الاعتداءات المحتملة.
بحسب التقرير، فإن الهجمات التي نفذها متطرفون يمينيون ضد الفنادق التي تأوي طالبي اللجوء في أغسطس/آب 2024، بعد مقتل ثلاث فتيات على يد مراهق من أصول رواندية، ساهمت بشكل كبير في تدهور الوضع النفسي للمهاجرين.
وشهدت هذه المناطق في المملكة المتحدة هجمات على فنادق وآماكن ذات أغلبية مسلمة، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات سريعة مثل إفراغ الفنادق لتجنب مزيد من الاعتداءات ومحاكمة المتورطين.
وأشارت المؤسسة إلى أن العديد من طالبي اللجوء أصبحوا يخشون مغادرة أماكن إقامتهم خشية تعرضهم لاعتداءات من قبل المتطرفين، مما زاد من مشاعر العزلة والخوف بينهم.
كما شهدت حينها وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة “إكس”، تصاعدا في الخطاب العنصري والتضليل، مما ساهم في تصعيد التوترات داخل المجتمع.
من جانبه، أكد مارك رولاند، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحة النفسية، أن تأثير هذه الأحداث كان بالغا على المهاجرين، حيث أشار البعض إلى أنهم لا يستطيعون السير في الشوارع بسبب الخوف من التعرض للهجوم بسبب لون بشرتهم.
وفي إطار البحث عن حلول لتحسين الوضع، أوصى التقرير بأن يتم منح طالبي اللجوء الحق في العمل في حال تأخر البت في طلبات لجوئهم لأكثر من ستة أشهر، وهو ما سيُسهم في تحسين أوضاعهم النفسية والاقتصادية، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو صدمات نفسية بسبب العنف أو الحرمان في بلادهم الأصلية.
وطالبت العديد من المنظمات الخيرية، بما في ذلك “العمل من أجل اللاجئين”، برفع الحظر المفروض على العمل لطالبي اللجوء في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن السماح لهم بالعمل سيحد من العزلة ويسهم في تحسن حالتهم النفسية.
كما تناول التقرير المخاطر التي تواجه النساء اللاجئات اللواتي يعانين من “الصدمات الصحية” نتيجة للانتهاكات التي تعرضن لها في بلدانهن الأصلية، بالإضافة إلى تعرضهن لمشاكل إضافية في المملكة المتحدة مثل الحصول على مستلزمات الدورة الشهرية، ما يزيد من معاناتهن.
التقرير تطرق أيضا إلى الحالات المأساوية للانتحار بين طالبي اللجوء، مشيرا إلى أن العديد من المراهقين غير المصحوبين بذويهم قد انتحروا في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الصعبة التي يواجهونها.