أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
شهدت مدينة تورينو شمالي إيطاليا، مساء الخميس، مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة ومجموعة من المتظاهرين، بالتزامن مع اختتام الفعاليات الرسمية التي نظمتها السلطات المحلية بمناسبة الذكرى الثمانين لـ”عيد التحرير”، الذي يخلّد ذكرى انتهاء الاحتلال النازي والحكم الفاشي في البلاد عام 1945.
ووقعت الاشتباكات في ساحة كاستيلو، بعد انتهاء المسيرة الرسمية التي نظمتها بلدية تورينو، حيث بدأت الأمور تتصاعد حين اقترب عدد من المحتجين من المنصة الرئيسية، عقب إزالة الحواجز الأمنية.
وضمّت التظاهرة ناشطين اجتماعيين ومنتمين إلى تيارات سياسية معارضة، إضافة إلى مؤيدين لحركات داعمة للقضية الفلسطينية.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، رفعت الحشود لافتات حملت شعارات مناهضة للحرب وإعادة التسلّح، وأخرى تندد بما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية”، في إشارة إلى السياسات العسكرية الجارية في عدد من مناطق النزاع حول العالم. كما أُطلقت هتافات ضد رئيس بلدية تورينو، ستيفانو لو روسو.
مع تصاعد التوتر، تدخّلت قوات الأمن لاحتواء الوضع، مستخدمة الهراوات لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن اشتباكات محدودة أسفرت عن بعض الإصابات الطفيفة، دون ورود أنباء عن اعتقالات حتى الآن.
وتأتي هذه الأحداث في وقت تحيي فيه إيطاليا الذكرى الثمانين لانتفاضة 25 أبريل/نيسان 1945، التي أنهت الوجود العسكري النازي في شمال البلاد وأسقطت نظام بينيتو موسوليني الفاشي، وهي محطة تاريخية تُعد من أبرز ملامح الهوية الوطنية والسياسية في البلاد.
ويُحتفل بـ”عيد التحرير” سنوياً بتنظيم مسيرات رسمية ومهرجانات شعبية في مختلف المدن الإيطالية، وعلى رأسها العاصمة روما، التي تشهد إجراءات أمنية مشددة، من ضمنها إغلاق شوارع رئيسية وتأهب أمني تحسبا لأي طارئ.
ويمثل هذا اليوم مناسبة وطنية جامعة للإيطاليين، حيث يُستعاد فيه مشهد مقاومة الاحتلال والاستبداد، وتُجدد فيه قيم الحرية والديمقراطية التي أرست أسس الجمهورية الإيطالية الحديثة.
