أخبارثقافة وفنوندول ومدن
أخر الأخبار

عيد المكتبات المستقلة في فرنسا.. خطوة نحو الحفاظ على مكانتها في ظل التراجع

أخبار العرب في أوروبا-فرنسا

شهد المكتبات المستقلة في فرنسا، التي تعد جزءا أساسيا من المشهد الأدبي في البلاد، تحديات كبيرة تهدد مستقبلها بسبب تراجع الإقبال على قراءة الكتب وتعاظم هيمنة المؤسسات الكبرى في قطاع الكتب.

مع ذلك، فإن هذه المكتبات تواصل البحث عن أساليب مبتكرة للصمود أمام هذه التحديات.

في يوم السبت (26 أبريل/نيسان)، احتفلت حوالي 700 مكتبة مستقلة في فرنسا وبلجيكا وسويسرا ولوكسمبورغ بعيد المكتبات المستقلة السابع والعشرين.

احتفالية هذا العام شملت توزيع وردة وكتاب لكل زائر، في تقليد مشابه لما يحدث في كاتالونيا. وكان هذا الاحتفال يتزامن مع “سبت سانت جوردي”، وهو يوم يحتفل فيه سكان كاتالونيا بتبادل الكتب والورود، وهو حدث يعكس أهمية الثقافة والقراءة.

وقد شهدت إسبانيا في العام 2024 مبيعات ضخمة للكتب بلغ مجموعها 1.98 مليون كتاب في هذا اليوم.

ورغم أن هذا التقليد لم يصبح راسخا في البلدان الفرنكوفونية بعد، إلا أن منظمي عيد المكتبات المستقلة يهدفون إلى ترسيخه.

وكانت مناسبة هذا العام تدور حول تساؤل مهم: “لماذا لا تُصنّف المكتبات كمؤسسات غير ربحية كما هي الحال مع المؤسسات التجارية الأخرى؟”.

النتائج الأخيرة التي نشرتها دراسة أجراها المركز الوطني للكتاب تُظهر تراجعا ملحوظا في حصة المكتبات المستقلة من سوق بيع الكتب.

وأظهرت الدراسة أن المكتبات احتلت المركز الثاني في تفضيلات المستهلكين في عام 2025، بعد المتاجر الثقافية الكبرى، وذلك للمرة الأولى منذ بداية هذه الدراسات في 2015.

إذ أفاد 66% من المستهلكين أنهم يشترون كتبهم من المكتبات، في حين بلغت نسبة الذين يشترون من المتاجر الكبرى 75%.

ماري روز غارنييري، مالكة مكتبة في باريس وواحدة من منظمي هذه المناسبة، تحدثت عن الوضع الحالي قائلة: “نعم، نحن نواجه منافسة شديدة، والمكتبات ليست أماكن مثالية، إذ لديها نقص في المخزون وحدود في قدرتها على التوسع، لكننا نتميز بأسلوبنا الفريد ومعرفتنا العميقة في هذا المجال.”

وتواجه السوق صعوبات اقتصادية، حيث يُتوقع أن تشهد تراجعا في المبيعات في عام 2025.

وتشير إحدى الناشرات إلى أن انخفاض مبيعات “أمازون” لا يترافق مع تحول كبير إلى المكتبات المستقلة، وهو أمر كان الأمل في تحقيقه.

ورغم هذه الصعوبات، تستمر المكتبات المستقلة في لعب دور مهم في المجتمع الثقافي الفرنسي، ويعكف العديد من المكتبيين على تعزيز علاقاتهم مع دور النشر والمجتمع المحلي لدعم هذا القطاع.

على سبيل المثال، أسس السياسي اليساري فيليب بوتو مكتبة في مدينة بوردو واعدا بأن تكون “مكانا ثقافيا بامتياز”، وليس مجرد “سوبر ماركت للكتب”.

لكن، على النقيض، يتم إغلاق بعض المكتبات المستقلة في المدن الفرنسية، مثل مكتبة “ليكوم دي جور” في تولوز، التي أغلقت أبوابها في مارس/آذار الماضي، مما أثار قلقا حول تحول المنطقة إلى “صحراء ثقافية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى