
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
رغم مرور ما يقارب العقد على أزمة اللجوء التي عصفت بأوروبا بين صيف 2015 وربيع 2016، لا تزال المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل متمسكة بعبارتها الشهيرة “نحن قادرون على ذلك”، التي أطلقتها في ذروة تدفق اللاجئين لاسيما السوريين إلى ألمانيا، معتبرة أنها كانت تعبيرا عن ثقتها في تضامن المجتمع الألماني وقدرته على الاستجابة للأزمات.
وخلال مشاركتها في مؤتمر الكنيسة البروتستانتية الألمانية بمدينة هانوفر، يوم الخميس (1مايو/أيار 2025)، لقيت ميركل دعما وتصفيقا حارا من الحضور، دفاعا عن موقفها الإنساني تجاه اللاجئين.
وقالت ميركل: “لم أقل حينها: أنا قادرة على ذلك، بل كنت واثقة بأن هناك كثيرين في ألمانيا سيساعدون في حالة طارئة كهذه، وبالفعل وجدناهم ويحق لنا أن نفخر بذلك”.
ورغم اعترافها بأن استقبال 10 آلاف شخص يوميا لم يكن ممكنا، شددت ميركل على أهمية العمل المستمر لترحيل من لا يحق له البقاء، لكنها أوضحت بوضوح أن من طرقوا أبواب ألمانيا آنذاك لم يُمنعوا من الدخول، بل تم استقبالهم كجزء من الواجب الإنساني.
وفي الوقت الذي تدافع فيه ميركل عن سياساتها، تستعد الحكومة الألمانية المقبلة، بقيادة فريدريش ميرتس، لتشديد نهجها في ملف الهجرة.
وابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل، السادس من مايو/أيار الجاري، تعتزم الحكومة أول يوم لها في السلطة تعزيز الرقابة على الحدود الألمانية، ومنع دخول المهاجرين غير النظاميين عبر عمليات إعادة واسعة النطاق، وفق ما أعلنه تورستن فراي، رئيس ديوان المستشارية القادم.
تأتي هذه الإجراءات الجديدة ضمن توجه أوروبي عام نحو تشديد ضوابط الهجرة، حيث صرح فراي أن “كل من يحاول دخول ألمانيا بطريقة غير شرعية، عليه أن يتوقع إعادته من الحدود مباشرة”.
من جهة أخرى، حذرت ميركل من تقليص مساعدات التنمية، معتبرة أن التصدي للهجرة غير الشرعية يبدأ بمعالجة أسبابها الجذرية.
وفي حديثها لقناة “فونيكس” الألمانية، أكدت أن الاستثمار في التعاون الإنمائي يعزز الاستقرار العالمي، مضيفة: “سنكون في وضع أفضل عندما يتمكن عدد أكبر من الناس حول العالم من العيش بكرامة”.
ويؤكد موقف ميركل استمرار التباين بين رؤيتها الإنسانية الشاملة وبين السياسات المتشددة التي يتجه إليها المشهد السياسي في ألمانيا وأوروبا عموما.
جدير بالذكر أن أزمة اللجوء التي امتدت ما بين صيف 2015 و ربيع2016 كان أكبر نسبة من اللاجئين فيها ينحدرون من سوريا، وذلك هربا من الحرب التي اشتعلت بشكل كبير مع دخول روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد المخلوع نهاية صيف ذلك العام.
وتشير الإحصاءات إلى أنه نحو 800 ألف سوري دخلوا في تلك الفترة، إضافةً إلى نحو 300 ألف آخرين من عدة دول، لاسيما العراق ودول آسيوية وأفريقية تشهد صراعات وفقر.