
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
استأنف المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، اعتبارا من مطلع شهر مايو/أيار الجاري، جلسات الاستماع لطالبي اللجوء السوريين، بعد توقف استمر منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، في أعقاب سقوط نظام الأسد وما تبعه من ضبابية في المشهد السوري.
إلا أن قرارات البت في طلبات اللجوء لا تزال معلقة في الوقت الحالي، مع الإشارة إلى أن مراجعة هذا التعليق من المتوقع أن تتم مع بداية شهر يونيو/حزيران المقبل.
وأكد المكتب في بيان له أن هذه الخطوة تأتي ضمن نطاق محدود وفي ثلاث مواقع فقط، دون اتخاذ قرارات فورية بشأن ملفات المتقدمين.
وكان رئيس المكتب، باتريك شميدتكه، قد صرّح خلال مؤتمر حول قانون الهجرة عقدته أكاديمية أبرشية روتنبورغ-شتوتغارت، بأن استئناف جلسات الاستماع مردّه إلى سببين رئيسيين: الأول هو أن ألمانيا قد تكون الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا تُجري مقابلات مع طالبي اللجوء السوريين في الوقت الحالي، والثاني هو سعي المكتب لجمع مزيد من المعطيات حول الوضع الراهن في سوريا.
وأشار شميدتكه إلى صعوبة تقييم الوضع داخل سوريا، حيث تتبدل الأوضاع بشكل متسارع، ما يجعل التقديرات غير صالحة في اليوم التالي لإعدادها.
ولفت إلى “مجازر ارتُكبت بحق الأقلية العلوية في مارس/آذار”، وكذلك “هجمات طالت الدروز على يد ميليشيات إسلامية، كمثال على التعقيد الأمني في البلاد”، حسب قوله.
وشدد رئيس المكتب على أن اتخاذ قرارات بخصوص طلبات اللجوء السورية سيظل تحديا كبيرا، قائلا: “سوريا ستكون من أصعب الدول التي سنعالج منها طلبات اللجوء”، محذرا من الاعتقاد الخاطئ بأن هذه القضايا ستُحل بسهولة في المستقبل القريب.
وكانت صحيفة “فيلت” أول من كشف عن استئناف جلسات الاستماع لطالبي اللجوء السوريين، فيما أكد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن نحو 56 ألف سوري يعيشون حاليا في ألمانيا بتصاريح إقامة مؤقتة، دون حسم لطلبات لجوئهم.
وحتى 31 مارس/آذار الماضي، بلغ عدد طلبات اللجوء السورية قيد الانتظار لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين 52,344 طلبا.
كما أن سوريا تظل المصدر الأول لطالبي اللجوء في ألمانيا، حيث تقدم 9,861 شخصا سورياً بطلب حماية لأول مرة خلال الربع الأول من عام 2025.
وفي عام 2023، سجلت ألمانيا 351,915 طلب لجوء، بزيادة بلغت 51% مقارنة بعام 2022، مما يعكس حجم التحديات المستمرة في ملف الهجرة.